أفريقيا لم تعد قارة الإرهاق.. خبير يؤكد أن ما حدث في الماضي لن يتكرر
ودعت مجموعة العشرين الاتحاد الأفريقي للمشاركة في قمتها الأخيرة التي عقدت في الهند، كعضو دائم، بعد وقت قصير من قبول مجموعة البريكس عضوية دولتين أفريقيتين تمثلهما مصر وإثيوبيا للانضمام إلى هذا التحالف.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أخبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نظراءه في مجموعة العشرين أنه ينبغي منح الاتحاد الأفريقي العضوية الكاملة في المجموعة في القمة المقبلة.
حظيت القارة الأفريقية في الآونة الأخيرة باهتمام أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم، في ظل الأحداث التي تشهدها القارة الأفريقية نفسها، بدءا بمالي وبوركينا فاسو ثم النيجر.
“إن أفريقيا لم تعد قارة الإرهاق.”
ووصف الخبير المصري وأستاذ علم الاجتماع السياسي محمد سيد أحمد، في حوار مع “البلد” تغير رؤية المجتمع الدولي في القارة الإفريقية ودعوته للقمة التي انعقدت في الهند: “في ظل ما بعد الثورة العظيمة” التحولات التي تشهدها الخريطة الدولية، لم تعد القارة الإفريقية… مجرد قارة منهكة كما كانت في الماضي بين الدول المستعمرة، بل تحولت في ضوء التحولات الكبرى وصعود ومحاولة روسيا والصين مد يد التعاون لدول القارة الأفريقية على أساس المصلحة المشتركة وعدم استغلالها لفتح مشاريع تنموية حقيقية تهدف إلى رفع مستوى معيشة الشعوب. لقد أحدثت تغييرات مهمة في رؤية المجتمع الدولي للقارة الأفريقية.
وأضاف: “وفي ضوء ذلك فإن هذه القارة التي كانت تتميز بغناها بالمواد الأولية والتي كانت تستنزف وتسرق ثرواتها، لم تعد موجودة. لقد أصبحت صحوة حقيقية لتحقيق مصالح هذه المجتمعات، وتلك المجتمعات”. لقد أدرك من يقودهم أن عليهم العمل لصالح شعوبهم، ولهذا هناك تحولات مبنية على كيفية الدخول إلى العالم الجديد، لتحقيق التنمية المستدامة والمساعدات والتفاهمات مع الدول الرئيسية ضمن “النظام المتعدد الأقطاب”. أن تقوم على الارتباط وليس على التبعية والاستنزاف الدائم لثرواتها.
“ما حدث في الماضي لن يتكرر والتغييرات قادمة إلى القارة”.
وأضاف أحمد: “في الآونة الأخيرة، حدثت تحولات كبيرة في القارة، بدءاً بمالي وبوركينا فاسو والنيجر. وهذه الدول منهكة لسنوات طويلة، حتى بعد التحرر من الاستعمار العسكري. وحتى بعد تحررها في منتصف القرن العشرين”. واجهت هذه الدول نوعاً آخر من الاستعمار أو الاستغلال من خلال الاستعمار الاقتصادي، ومؤخراً “حدثت ثورة ضد هذا الاستعمار القديم والحديث، وبدأ هؤلاء الناس يستيقظون، الذين كانوا يعملون في خدمة المستعمر، والنظام القائم”. وكانت الحكومات تابعة ومدعومة للمستعمر، وخاصة الفرنسيين، الذين كان لهم نفوذ كبير في غرب أفريقيا.
لافتاً إلى أن الوضع تغير إلى حد كبير وأن المجتمع الغربي وعلى رأسه فرنسا بدأ يدرك أن ما كان يحدث في الماضي لا يمكن أن يستمر ويبقى كما كان في الحاضر والمستقبل.
وتابع: “أرى أنه ستكون هناك إعادة صياغة في الأيام المقبلة، خاصة وأن هذه الدول بدأت بالفعل التعاون مع دول أخرى. على سبيل المثال، في النيجر التي انتفضت ضد المستعمرين الفرنسيين في الأيام الأخيرة، وقعت بالفعل اتفاقيات التنقيب عن النفط مع الصين.
مشيراً: “برأيي الشخصي فإن دخول روسيا والصين إلى هذه المنطقة سيكون له أثر إيجابي، ويجب أن تقتنع فرنسا بأن ما كانت تمارسه في الماضي لن يفيده في الحاضر ولا في المستقبل”.
وختم بالقول: “حيثما تكون هناك حكومات وطنية تعمل وفق أجندة وطنية وليس أجندة خارجية لخدمة أحد الأطراف الأجنبية أو المستعمر الأجنبي، أعتقد أن ذلك سيكون في مصلحة هذه الشعوب حتى تتمكن من ذلك”. استمتع بثرواتهم بعيدًا عن الإرهاق الذي كان يحدث سابقًا.