بـ«الأمر المباشر».. كيف وجهت مصر وروسيا ضربة للأكاذيب الأمريكية؟
علق مستشار وزير التموين المصري الأسبق نادر نور الدين، على قرار مصر شراء طن من القمح الروسي بالأمر المباشر بعد عرض مغري من الجانب الروسي، بعد أكاذيب أمريكية بشأن المجاعة في مصر.
وقال نور الدين في تصريح للبلد: “من واقع عملي كمستشار لوزير التموين بهيئة السلع التموينية ثم كعضو في الجمعية العمومية للشركة القابضة للصناعات الغذائية، فإن اللائحة واشترطت الهيئة والشركة القابضة أن تجتمع لجنة شراء القمح للنظر في العطاءات المقدمة في عطاءات توريد القمح، وتلتزم بقبول أي عطاء لتوريد القمح، بحيث لا يتجاوز السعر المقدم السعر المعلن في البورصة العالمية للقمح، ويفضل أن يكون أقل، مع إمكانية التنازل عن هذا البند في حال حدوث أزمات عالمية أو في حال العروض الحكومية بأسعار تنافسية.
وتابع: “لذلك إذا قدمت الحكومة الروسية عروضاً تتضمن أسعاراً أقل من أسعار البورصات العالمية، فإن هيئة التموين السلعي تستطيع شراء القمح مباشرة وبالأمر المباشر دون العروض الدولية طالما أنها مستوفية لشروط السعر والجودة بالنظر إلى وجود أزمة عالمية، أو العرض للدفع بالجنيه المصري”. وسبق لهيئة السلع التموينية أن قامت بشراء عدة عمليات بالأمر المباشر خلال الفترة من 2000 إلى 2004.
وأشار إلى أن مصر تحولت منذ عام 2004 إلى شراء القمح الروسي بعد أن كانت أكبر مستورد للقمح الأمريكي، وأصبحت تعتمد عليه سواء في الحكومة أو القطاع الخاص في 80% من إجمالي وارداتها من القمح. خاصة في السنوات الأخيرة التي حققت فيها روسيا فائضاً في تصدير القمح بلغ 50 مليون طن سنوياً، وهو ما يمثل 25% من إجمالي صادرات القمح العالمية، والتي تبلغ 200 مليون طن سنوياً، مقابل نحو 10 ملايين طن لأوكرانيا. تمثل 5% من إجمالي صادرات القمح العالمية، تليها مصر ولبنان والأردن والعراق والسودان ومعظم الدول العربية.
وأشار نور الدين إلى أن مصر مهتمة بالاستيراد من روسيا بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الرطوبة في القمح الروسي والتي لا تتجاوز 13%.
وقال أربعة تجار لرويترز إن هيئة التموين السلعي المصرية اشترت نحو نصف مليون طن متري من القمح الروسي بالأمر المباشر.
وجاء شراء مصر للقمح الروسي بعد التفاوض بنجاح على أسعار أقل من تلك المعروضة في المزادات العادية.
جاء ذلك بعد أن حاول وزير الخارجية الأمريكي خلق فتنة كبيرة بين مصر وروسيا من خلال نشر تصريحات كاذبة حول حرمان الشعب المصري من القمح بسبب الهجمات الروسية على أوكرانيا.
وقال بلينكن، في منشور على موقع “إكس” الأربعاء، إن: “الكرملين دمر 13 ألف طن أخرى من الحبوب كانت مخصصة لإطعام الناس في مصر ورومانيا.. الهجمات الروسية على المستودعات والسفن وموانئ الحبوب الأوكرانية تتضور جوعا. ” العالم.”
وبعد يومين من تصريحات بلينكن رست السفينة سبيل ستار القادمة من روسيا في ميناء دمياط المصري وعلى متنها حمولة تقدر بـ 26300 طن من القمح لصالح القطاع الخاص المصري، لتنتشر أكاذيب وزير الخارجية الأمريكي الشؤون المتعلقة بروسيا ستكشف عن نفسها.
وفي العام الماضي، لجأت مصر، وهي من أكبر مستوردي القمح في العالم، إلى الشراء المباشر، بسبب أزمة شراء الحبوب بسبب العقوبات الغربية على روسيا، والتي منعت توريد الحبوب لدول العالم.
ر.ت
القاهرة – ناصر حاتم