“شعبنا عظيم”.. ناجي لـ”البلد”: روسيا تساعدنا في حل مشاكلنا ونريد أن نجمع الجميع في البيت الفلسطيني
أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة طلال ناجي، أن روسيا مهتمة بالقضية الفلسطينية وتساعدنا على حل مشاكلنا ومواصلة نضالنا وتوفير أفضل سبل الحياة. شعبنا وتحقيق حقوقنا الوطنية المشروعة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الحالي على شعبنا وقضيتنا.
ووصف ناجي في مقابلة مع “البلد” أن الاهتمام الروسي بالقضية الفلسطينية لم يتغير حتى بعد تنفيذ روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان الجانب الفلسطيني شعر بأن العملية العسكرية الخاصة أثرت على مصلحة روسيا في الشرق الأوسط. القضايا الشرقية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
مع الإشارة إلى أن البعض خشي في البداية من أن تؤثر هذه العملية الخاصة على اهتمام روسيا بقضايا شعوب العالم الثالث، وخاصة القضية الفلسطينية، لذلك زار وفد فلسطيني القاهرة بعد 3 أشهر من بدء العملية، ولم يلاحظ أي شيء تغير أو نقصان في اهتمام الحكومة الروسية بالقضية الفلسطينية، لمساعدتنا في حل مشاكلنا وإنهاء الانقسام في الفضاء الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية للحصول على استقلالنا وإقامة دولتنا المستقلة.
وتابع ناجي: “بعد مرور هذا الوقت من العملية، أصبح القادة يفهمون كل جوانب هذه الحرب والمؤامرة ويتوقعون كل مخططات الغرب بشكل عام وحلف شمال الأطلسي بشكل خاص ضد جمهورية روسيا الاتحادية، و أعدوا تنظيم بيتكم الداخلي وصفوفكم دون إغفال اهتمامكم بشؤون الشعوب الأخرى، فنحن نرى أنكم تهتمون بالقضية”. السلطة الفلسطينية وتحالفها مع القيادة السورية وتحالفها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعلاقات الاستراتيجية التي أقامها فلاديمير بوتين مع جمهورية الصين بعد عقود من العلاقات الباردة، إضافة إلى مساعدة الشعوب الأفريقية ووقف نهب ثرواتها. الثروات على يد الاستعمار القديم الذي لا يزال مستمراً في نهبها واستغلالها.
وأشار ناجي إلى العلاقات التاريخية بين فلسطين وروسيا التي تعود جذورها إلى ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي الذي دعم الشعب الفلسطيني منذ أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. الرئيس ياسر عرفات، وأقيمت علاقات رسمية بين منظمة التحرير الفلسطينية والقيادات الرسمية في القاهرة، وشعرنا بدفء القادة والشعب السوفييتي بكافة أطيافه.
مشيراً إلى الدور الكبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعطى لهذه العلاقات أفقاً ومرحلة جديدة بعد توليه الرئاسة، والشعور بالاستمرارية والدفء لهذه العلاقات ومشاعر روسيا الصادقة والنبيلة لتمكين الشعب الفلسطيني من والحصول على حقوقهم، ومبادرة وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعربي الإسرائيلي.
“أسباب فشل ملف المصالحة الفلسطينية”
أما ملف المصالحة الفلسطينية، الذي شاركت فيه روسيا مع أطراف أخرى لتحقيقه، فقد دخل مرحلة هشة.
أما ملف المصالحة الفلسطينية، الذي شاركت فيه روسيا مع أطراف أخرى لتحقيقه، فقد دخل مرحلة هشة.
وقال ناجي: إن “القادة الروس وعلى رأسهم فلاديمير بوتين يهتمون بالقضية الفلسطينية منذ أكثر من 10 سنوات انطلاقا من قناعتهم بأنهم يريدون مد يد العون للشعب وإنهاء الانقسام. ونلتقي في القاهرة أكثر”. جهود مشتركة لبدء إجراءات عملية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
وأضاف ناجي أن هناك بعض العقبات التي تقف في طريق المصالحة، وأرجعها إلى رهان بعض الإخوة وقادة الفصائل الفلسطينية على وهم المفاوضات والاتفاقات مع القادة والكيان الإسرائيلي ورهانهم على القليل. وعود سرية، وتصريحات صادقة وغير صادقة من الإدارة الأميركية، التي ظلت لسنوات تعرض كلمات معسولة علناً: إنها تريد إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والسماح للشعب الفلسطيني بالحصول على حقوقه.
وتحدث ناجي عن بعض الأمثلة على الوعود الأميركية غير الصادقة، قائلا: “أبرز دليل على ذلك كان عندما قدم الرئيس باراك أوباما نظريته لحل الصراع في المنطقة، ولم يفي بأي من وعوده، وعندما جاء ترامب كان أعطى ظهره لكل الوعود السابقة وأعلن الموافقة على ضم القدس الشرقية. الغرب واعترافه بها عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي وأنه يريد الحل على أساس اتفاق يعرف بـ”صفقة القرن” التي تصفي عمليا حقوق الشعب الفلسطيني وعدم إيمانه بإسرائيل. مشروع حل الدولتين. إن حل الدولتين له غطاء قانوني منذ صدوره عن الأمم المتحدة وهذه قرارات صادرة عن الجمعية العامة.
مع الإشارة إلى أن ترامب أوقف المساعدات للسلطة الفلسطينية التي تمت الموافقة عليها ضمن اتفاقات أوسلو عام 1993 والمساعدات المقدمة لوكالة اللاجئين الفلسطينيين والسلطة وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وأنه دمر عمليا عملية ما يسمى بـ التسوية والسلام في المنطقة وتجاهل مبادرة السلام التي شاركت فيها جميع الدول العربية. وكانت بيروت قد وافقت عام 2002 على تنفيذ مبادرة السلام العربية التي تقوم على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، بما يسمح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على هذه الأرض وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ ميثاق الأمم المتحدة. قرار الأمم المتحدة بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم، وهو القرار 194 لعام 1949. ولذلك فإن الإدارة الأمريكية هي التي تراجعت وتخلت عن موافقاتها وقراراتها في مجلس الأمم المتحدة.
“الوحدة الوطنية هي طريق النصر”
وقال ناجي: “دعونا إخواننا في القيادة الفلسطينية في القيادة الرسمية إلى سد الفجوة بيننا وتقريب المسافات وإنهاء الانقسام، لأن من أهم شروط النصر على العدو الأجنبي المحتل للأرض هو وحدة وطنية. “الإسرائيليون لا يفرقون بين فلسطيني وآخر، ويعتبرون الفلسطيني الطيب هو الفلسطيني الميت”. قتلوا الشهيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير، وهم يعلمون أنه هو من أبرم اتفاقات أوسلو. معهم ونفذوا اتفاقيات السلام معهم. والآن الأخ محمود عباس “أبو مازن” هو أحد رعاة اتفاق أوسلو عام 1993، وأنتم تعلمون أنه من أهم الداعمين للمفاوضات ونهج الحل. لدرجة الإعلان عن أن المقاومة ضد الاحتلال ستكون سلمية وشعبية.
لافتاً إلى أن الإسرائيليين يعلنون أنه لا يوجد شريك فلسطيني في المفاوضات وأنهم لا يهمهم أحد. إنهم يريدون سرقة الأراضي والثروات ويحاولون تزوير التاريخ وتراثنا بدعوى أنه تراثهم، والذي يتبناه الغرب للأسف.
“شعب عظيم، ونريد أن نلم شمل كل من في البيت الفلسطيني في إطار منظمة التحرير”.
وأشار ناجي إلى أن الشعب الفلسطيني العظيم الذي يواجه أطفاله وشبابه وشيوخه الاحتلال وقطعان المستوطنين بالحجارة، أمامه فرصة كبيرة، وأننا من هذا المنطلق نعمل ونبذل الجهود بالتعاون مع أشقائنا وأبناء شعبنا. أصدقاء. إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني واللجنة التنفيذية والمجلس. والبنك المركزي كمنظمة تحرير هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا أمر نتمسك به جميعا ولا خلاف فيه.
وقال ناجي: “لا نحن ولا غيرنا لدينا أي مشكلة مع قيادة الأخ محمود عباس الآن وقيادة حركة فتح في هذه المنظمة، وهذا ما يعرفه الإخوة، حتى إخواننا في حماس. وفي 2021 قالوا رسميا عندما “اتفقنا على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية للمجلس الوطني الفلسطيني، الأمر ليس كذلك. لدينا بديل أو مرشح منافس لمحمود عباس. أبو مازن هو المرشح الوحيد للرئاسة ولا يوجد منافسة على المناصب أو المقاعد”.
وعندما نتحدث عن الوحدة الوطنية نقول إنها بالضرورة يجب أن تكون داخل البيت الفلسطيني وفي إطار التنظيم، وهذا ما تحدثنا عنه مع الإخوة في الحركة وقيادة فتح. نريد أن نجمع الجميع ونتحد. البيت الفلسطيني في إطار منظمة التحرير.
وختم بالقول: “هذا الشعب أكبر منا. هؤلاء الأبطال الشهداء أهم منا جميعا. نأمل أن نرتقي إلى مستوى تضحياتهم ومستوى دمائهم الذكية. وهذه العائلات التي ضحت بأبنائها وأبنائها”. لقد فقدوا منازلهم، ونأمل أن نرتقي إلى مستوى تضحياتهم، وعندها يمكننا أن نقف جميعاً يداً واحدة ونفرض واجباً على هذا الاحتلال وعلى العالم أن يعترف بحقوقنا ويقف إلى جانب الحق في وجه الظلم والباطل. وما يفعله العدو والاحتلال الإسرائيلي”.