ماذا ينتظر مصر وتركيا بعد 10 سنوات من القطيعة؟
علق المحلل السياسي المصري هاني الجمل على التحركات المصرية التركية بعد 10 سنوات من الخلاف السياسي والدبلوماسي ، حيث تطورت العلاقات بين القاهرة وأنقرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وقال الجمل في تصريح للبلد: “بعد قطيعة دبلوماسية وسياسية طالت عشر سنوات ، تمكنت مصر وتركيا من القفز فوق هذه المسافة السياسية واختلاف الرؤية السياسية حول بعض القضايا الإقليمية ، خاصة ما يحدث في العالم الإسلامي. ملف الإخوان وتسوية الأوضاع في ليبيا ، فضلا عن تهديد سلامة الملاحة البحرية لحلفاء مصر اليونان وقبرص “. من خلال قيادة البوارج العسكرية التركية على المنصة البحرية والوصول إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي في مصر. على مستوى السفراء ، بل الإعلان عن الرغبة المشتركة لإيجاد السحاب بين الرئيسين الرئيسين السيسي وزعيمه أردوغان ، وهو ما كان سبب زيارة وزير الصناعة المصري إلى تركيا لبحث زيادة فرص الاستثمار المشترك بين البلدين. البلدين ويعملان على مستوى أعلى ، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا من 7.7 مليار دولار خلال عام 2022 إلى ما يقرب من 15 مليار دولار في سنوات قليلة ، وهذه الرغبة أرضية مشتركة تقوم على عدة محاور أهمها: وهو سياسي: التوافق وعدم انسداد القنوات السياسية في بعض القضايا الشائكة مثل الملف الليبي ، وكذلك دعم العلاقات بين تركيا من جهة وقبرص واليونان من جهة أخرى برعاية مصر ، و هذا ما حدث خلال زيارة رئيس الوزراء اليوناني لمصر في الأيام الأخيرة.
وتابع الخبير المصري: “هذا يضيف إلى تنشيط حركة التجارة الداخلية بين البلدين من خلال فتح العديد من المصانع التركية في مصر ، والاستفادة من قانون الاستثمار الجديد وما يرافقه من حوافز من خلال العطاء.
الرخصة الذهبية للمستثمرين والتي تساهم في زيادة عدد الشركات التركية العاملة في مصر إلى ما يقرب من ألف شركة ومصنع تعمل في مختلف المجالات وأهمها صناعة الملابس والمنسوجات والأجهزة المنزلية.
من ناحية أخرى ترى تركيا أن مصر لها تأثير على غابات القارة السمراء وتستفيد من الحوافز الجمركية بين مصر ودول القارة خاصة في مجالات التنمية المستدامة وتوظيف العمالة الماهرة بسعر بسيط. ..
وأشار إلى أن: “هذا ما أكده السيد رفعت هيسارجيكلي أوغلو ، رئيس اتحاد الغرف التجارية التركية ، خلال لقائه مع وزير الصناعة المصري خلال زيارته لتركيا. كما أكد أوغلو أن مصر هي دولة تركيا. أكبر شريك تجاري في القارة الأفريقية ، متمنياً قدرة البلدين على مضاعفة حجم التجارة البينية من هذا التقارب ، فهي نقطة انطلاق لزيادة الاستثمار في مجال تصنيع معدات الشركات التركية في المصانع العسكرية المصرية ، وكذلك الاستفادة من تجربة مصر في تمرير الغاز عبر مصانعها في دمياط وتصديره إلى أوروبا عبر منتدى غاز شرق المتوسط الذي ترغب تركيا في الانضمام إليه ، وهذه الرؤية المشتركة بين الطرفين تنعش الحياة من جديد. وأخرى للعديد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين أن تكون حاضرة في أسواق الخليج العربي وتنافس الكبار في السوق الأفريقية التي أصبحت مسرحا للصراع بين القوى العظمى.
من جهته ، قال الخبير في الشأن التركي محمد ربيع الضاحي ، إن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وأنقرة تلعب دوراً أساسياً في تعزيز التعاون السياسي ، خاصة وأن المجال الاقتصادي لم يتأثر كثيراً بالخلافات السياسية بعد ثورة 2013 ، حيث تعتبر القاهرة نقطة انطلاق مهمة على طريق ترويج الصادرات التركية للأسواق المحلية والأفريقية.
وتابع الديهي: “بالإضافة إلى ذلك ، سيكون المسار الاقتصادي دافعًا قويًا لكلا البلدين لتحسين العلاقات السياسية ، وخاصة الجانب التركي الذي يعاني اقتصاديًا نتيجة السياسات الاقتصادية والخارجية التي أدت إلى تدهور العلاقات السياسية. بالإضافة إلى ذلك ، فإن المسار الاقتصادي سيكون بمثابة حافز قوي لتركيا على التمسك بمسار علاقاتها مع القاهرة والالتزام بشروط “القاهرة”.
وأشار إلى أنه يمكننا القول إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستقود العلاقات السياسية وستكون محركا قويا لتحسين وتعزيز المسار السياسي بين البلدين في الفترة المقبلة.
البلد
القاهرة – ناصر حاتم