ما مصير مقبرة أحمد شوقي ورموز مصر الأخرى؟
رد مختار القصباني، مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى لشئون الآثار في مصر، على الأنباء المتعلقة بخطط الحكومة لإزالة المقابر الأثرية لكبار الشعراء وغيرهم.
وأكد في تصريحات للبلد أن هناك مبدأ قانوني ودستوري لا ينطبق في مصر فقط بل في جميع أنحاء العالم، وهو أن مناطق الدفن لا تخضع للملكية العامة، بل مناطق حق الانتفاع حتى تحل الدولة محلها، وعلى هذا وعلى أساس أن إزالة القبور التي تنتشر فيها المياه الجوفية حق من حقوق الدول.
وأضاف المسؤول المصري أن هناك ضجة وحملات ممنهجة يحاول من ورائها أعداء مصر من الإخوان والفضائيات الأجنبية استفزاز الجماهير من خلال نشر الأكاذيب حول هدم مقابر عظماء مثل “المقريزي”. والإمام ورش” وغيرهما، وهي إشاعات لا أساس لها من الصحة.
وشدد الدكتور مختار القصباني على أنه لن تتم إزالة المقابر الأثرية الفعلية، بل سيتم إزالة المقابر العشوائية التي تم العبث بها مثل مقابر عين الصيرة التي منع الدفن فيها منذ القرن التاسع عشر. . أيام المحافظ صلاح الدسوقي في منتصف الستينيات، لأن المياه الجوفية امتدت إلى هذه المقابر.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين قاموا بالدفن باعوا المقابر في منطقة عين الصيرة مرة أخرى، وهو تلاعب وفساد واضح، خاصة أن المقابر بنيت على الأرض، ما سبب خللاً بيئياً وصحياً، لذلك وكان لا بد من تدخل الدولة لإزالة كل تلك القبور.
ونفى أن يكون هناك أي نية لإزالة مقابر الرموز مثل أمير الشعراء أحمد شوقي، مضيفًا أن الصور المنشورة على مواقع التواصل غير صحيحة وتأتي في إطار محاولة خلق بلبلة داخلية وضغوط خارجية على مصر، متهمًا ال ويتهم الإخوان المسلمين والصحف العالمية بالوقوف وراء هذه الأكاذيب، على حد وصفهم.
وقال إنه مثلا جاءت إليه حفيدة الشاعر الراحل محمود سامي البردوي ودار حوار بينه وبين الحفيدة فقال لها إن جدها الشاعر البردوي توفي عام 1910 وكان ذلك ومن المستحيل ألا يبقى من جسده شيء، علماً أنه لا يبقى من جسده شيء بعد عشر سنوات.
وأضاف: «لدينا خطة لإنشاء مقابر خالدة للحفاظ على الرموز، وكذلك مقبرة الكومنولث، متهماً العاملين في المقبرة بالعبث بها وإعادة بيعها، خاصة المناطق المفتوحة التي تم التعدي عليها وأصبحت موقعاً لتجارة المخدرات». “. الاتجار والدعارة، وكان لا بد من تدخل الدولة لتصحيح الأمور”.
من جانبه، قال أستاذ التاريخ المعاصر أحمد الصاوي، إن هذا الهجوم الشرس والممنهج على مدافن في محيط القاهرة التاريخية ليس الأول وربما لن يكون الأخير في تاريخ مصر الحديث.
وتابع: “كانت هناك أولى عمليات الهدم واسعة النطاق التي شملت الأحياء السكنية في قلب القاهرة خلال الحملة الفرنسية على مصر، وتم قتل المباني التي كانت مليئة بالسمع والبصر، وكان الهدف هو توسيع الشوارع لضمان سهولة تحرك القوات الفرنسية لإخماد ثورتي القاهرة الأولى والثانية، حيث تمركز الثوار بين خطوط القاهرة”. بطرقها الضيقة، مما يؤدي إلى تحييد فعالية الفرسان والمشاة”.
وأشار إلى أن الهدم تم عن طريق القصف المدفعي أو عن طريق فرق من المهندسين الفرنسيين، وأجبر الأخير النجارين والبنائين على المشاركة في أعمال الهدم هذه، حيث فقدت القاهرة عددا كبيرا من مبانيها خلال الحملة الفرنسية القديمة، في بالإضافة إلى عدد هائل من المخطوطات التي استولت عليها القوات الفرنسية من مكتبة الجامع الأزهر، ومن المساجد والمدارس المحيطة به، ستصبح ضمن مجموعات المكتبة الوطنية في باريس.
وقال إنه كما يجب أن نتذكر تلك الحملة التي رافقت تحقيق رغبة الخديوي إسماعيل في تحويل القاهرة إلى صورة شرقية لباريس، يكفي أن نتذكر كل تلك المباني القديمة التي هدمت لرصف شارع محمد علي أو الشانزليزيه. الذي يربط القلعة ببركة الأزبكية، ومن المثير للاهتمام أن مقابر العتبة الزرقاء أزيلت أثناء تحديث القاهرة، وسط احتجاجات ومظاهرات لأصحابها، دون جدوى.
وتابع: “في المرة الأولى كان الهدف عسكريا واستعماريا، وفي المرة الثانية كان الهدف استنساخ باريس. وبدلا من ذلك، فإن الهدف هذه المرة، بغض النظر عن مبرراته الظاهرة، هو تأمين أرباح ضخمة لإرواء عطش الفرنسيين”. القطاع المقاول والوكيل العقاري، الذي أصبح يلتهم مساحات البلاد الخضراء واليابسة بجشع شرس لا يفرق بين الأحياء”.والموتى في راحتهم الأبدية.
ر.ت
القاهرة – ناصر حاتم