مصر.. إلى أي مدى يمكن لـ”الممر الهندي الأوروبي عبر الخليج وإسرائيل” أن يخفض حجم البضائع التي تعبر قناة السويس؟
وعلق العديد من الخبراء المصريين على التهديد الذي كان يتحدث عنه البعض لمصر وقناة السويس نتيجة المشروع الذي أعلنه قادة الولايات المتحدة والهند والسعودية.
وأدلت تصريحات مختلفة لخبراء في النقل البحري والدولي حول مشروع إنشاء ممر أو خط نقل بحري بري لربط الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
وأعرب وائل قدورة، عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس السابق، عن مخاوفه من أن يستحوذ المشروع الجديد على جزء من حجم تجارة العبور في قناة السويس.
وأوضح في تصريحات لصحيفة “الشروق” المصرية أن حجم التجارة بين الهند والاتحاد الأوروبي وصل إلى 88 مليار يورو خلال عام 2021، ومن المتوقع أن تؤدي شبكة السكك الحديدية المقترحة المزمع تنفيذها إلى تقليل زمن السفر. بنسبة 44% مما سيخفض تكلفة النقل البحري مما سينعكس سلباً على قناة السويس.
وأشار إلى أن جميع البضائع، لكي تصل إلى أوروبا، كان عليها أن تمر عبر قناة السويس، لكن مع إنشاء شبكة النقل البحري التي ستعبر من الهند إلى الإمارات ومن هناك عبر خط سكة حديد يتجه إلى الأردن ثم إسرائيل، ثم أوروبا عن طريق البحر، ويمكن لهذه الشبكة أن تستوعب أكثر من 22% من حجم البضائع التي تمر عبر قناة السويس.
وشدد قدورة على أن الهدف من إنشاء هذه الشبكة هو مهاجمة مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين وليس الإضرار بمصر، لكن من الواضح أن قناة السويس يمكن أن تتضرر.
وعلى العكس من ذلك، أوضح حمدي برغوث، خبير النقل الدولي، أن الشبكة المقترح إنشاؤها لن يكون لها أي تأثير على حجم تجارة العبور في قناة السويس، لأن سرعة قطار الشحن لا تتجاوز 120 كم/ ح.ساعة. ولا يتسع القطار لأكثر من 75 حاوية. ولو افترضنا أن 365 قطاراً يدور على مدار العام، تنقل ما يعادل 36 ألف حاوية، وهو رقم لا يشكل أي خطر على قناة السويس التي يبلغ حجمها 35 مليون حاوية تمر عبرها.
وشدد برغوث على صعوبة اعتماد الحركة التجارية على السكة المقترحة لأنها غير آمنة ومكلفة وتحتاج إلى صيانة مستمرة، كما أن عائد الاستثمار في النقل البري يبقى ضعيفاً جداً.
واتفق معه أيضًا أحمد الشامي، خبير الملاحة، وقال إن الممر الجديد لن يكون له أي تأثير على حركة الشحن في قناة السويس.
ووصف الرئيس بايدن الصفقة بأنها “صفقة كبيرة حقًا” من شأنها أن تربط الموانئ في قارتين وتؤدي إلى “شرق أوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا وتكاملًا”.
وأضاف خلال فعالية للإعلان عن الاتفاقية أنها ستوفر “فرصا لا حصر لها” للطاقة النظيفة والكهرباء النظيفة ومد الكابلات لربط المجتمعات.
وأعلنت السعودية أول من أمس، عن توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتحديد أطر التعاون بينهما لوضع بروتوكول يسهم في إنشاء ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، عبر موقع المملكة الذي يربط بين البلدين. قارتي آسيا وأوروبا.
في حين جاء رد الفعل الأقوى من إسرائيل، حيث قال نتنياهو في بيان خلال جلسة لمجلس الوزراء: “إن أرض إسرائيل كانت دائما نقطة عبور للإمبراطوريات التي داستنا في حملات الغزو في كل الاتجاهات، والآن إسرائيل” أصبحت نقطة عبور.” “إنها دولة من نوع مختلف. لقد أصبحت مفترق طرق مهم للاقتصاد العالمي وجسرًا للسلام الذي يغيرنا.”
شروق الشمس