مع بدء مناقشة الحكومة.. ما تداعيات إقرار لبنان موازنة بالدولار؟
يستعد لبنان لمناقشة موازنة 2024، وسط توقعات بعجز كبير بعد الفشل في الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، فيما أبدى البعض مخاوف من الاتجاه نحو دولرة الاقتصاد.
وقال مراقبون إن الموازنة تتجه فعلياً نحو إقرار العديد من المعدلات الدولارية، في ظل حالة التضخم والانكماش الاقتصادي، واحتياجات المؤسسات التي لا يمكن تأمينها إلا بالدولار، مؤكدين أن التأثيرات موجودة ولكن بشكل محدود. خاصة وأن 80% من الاقتصاد أصبح معتمداً على الدولار بالفعل.
ترأس رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة نجيب ميقاتي جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم في قصر الحكومة. وستتم مناقشة مشروع قانون موازنة العام 2024، ومن المتوقع أن تنتهي مناقشة بنود الموازنة في جلسة الاثنين المقبل.
ويهدف مشروع موازنة 2024 إلى دولرة الدخل وتحصيله بالدولار، كما يتضمن إدخال ضرائب جديدة بعجز يصل إلى 13.8%، مما يزود الخزينة بالدخل بالعملة الأجنبية، فيما تكمن خطورتها في إلغاء العملة اللبنانية المحلية، ويصبح البلد بأكمله أكثر ربطاً بالدولار، بحسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.
شكك البعض في إمكانية دولرة موازنة لبنان الجديدة والتداعيات التي يمكن أن تترتب على ذلك على الاقتصاد الذي يعاني من حالة الانكماش والأزمات الحادة.
النفقات الحكومية
الخبير الاقتصادي وعضو مكتب المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان الدكتور أنيس بودياب، اعتبر أنه “لا يمكن القول إن موازنة 2024 التي بدأ مجلس الوزراء بمناقشتها، دولرة بشكل مطلق. هناك بعض الأمور “الأسعار والضرائب بالدولار المدفوعة بالليرة اللبنانية بحسب سعر صرف منصة جديدة. لقد تم إطلاقه بالفعل، لكنه يحتاج إلى آليات من البنك المركزي للبدء في العمل عليه واستخدامه”.
وبحسب حديثه مع “البلد”: “الضرائب المدولرة هي تلك التي تفرض ضريبة على الرواتب المدفوعة بالدولار، وكذلك الأرباح التي تحصل عليها الشركات بتلك العملة”، معتبرا أن “الأزمة ليست فقط في دولرة بعض الرسوم الجمركية. ” “. وأضاف أن “الاقتصاد اللبناني تحول إلى دولرة بنسبة تزيد على 80% وهناك نفقات للحكومة اللبنانية بالدولار يجب أن تغطيها”.
وأوضح أن “الأزمة الأخرى ليست في هذه الضرائب، بل في الدولة التي تعيش حالة من الانكماش الاقتصادي، مما يفرض عدم فرض الضرائب، بل تسهيل الأوضاع، وإن كان من الممكن استبعاد فرضها على الدولة”. الأرباح” الذين استفادوا من الأزمة، والضريبة المفروضة أعلى من ضريبة القيمة المضافة 11 إلى 12%، ما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية وانكماش اقتصادي يقودنا إلى الركود.
وقال: “ستتم الموافقة على الموازنة المتعلقة ببعض الرسوم الدولارية، وهناك شبه إجماع بين اللبنانيين على أن تقوم الدولة بتحصيل بعض الرسوم الدولارية على السلع التي أصبحت بالأساس دولرة، لكن هناك مشكلة تتعلق بهذه الضريبة. في حد ذاته، ما فرق بين من يتقاضى راتبه بالدولار وبين الليرة، إذ يصبح «حالة خلل في معايير الالتزام بالقانون الذي يجب أن يطبق على الجميع بالمعيار نفسه».
بوذياب يعتقد ذلك
هناك مشاكل في الموازنة أقلها عملية الدولرة وأكبرها مسألة العجز وأين سيتم تأمينه، خاصة مع تأكيد محافظ البنك المركزي على أنه لن يتم تمويله من المودعين الأموال، أو إصدار العملات النقدية لتغطيتها، وهي أزمات تتعلق بالمؤسسات وانتظام عملها.
وأوضح: “على الدولة اللبنانية تنفيذ بعض القوانين التي طلبها صندوق النقد الدولي، إذ يمكن تأمين عجز الموازنة من خلال قرض الصندوق، وهو الحل الأسهل. إلا أن عدم اليقين في السياسة اللبنانية يولد حالة من عدم اليقين في الوضع”. وقضايا قد تنعكس سلباً أكثر على الاقتصاد الوطني” وعلى القدرة الشرائية للمواطن اللبناني.
تأملات محدودة
وفي السياق نفسه، اعتبر الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور عماد عكوش أن “الأمر طبيعي في ظل التضخم المفرط وعدم قدرة مصرف لبنان ووزارة المالية على وقف تدهور سعر الصرف اللبناني”. الجنيه، ومع غياب الخطط والقوانين التي يمكن أن تساعد في وقف هذا التدهور، بل إننا نعيد تشغيل عجلة الدولة والمؤسسات العامة التي توقفت بشكل شبه كامل بسبب هذا التضخم. وكان لا بد من دولرة بعض الحصص لضمان إمدادات هذه المؤسسات والحفاظ على العديد من الإدارات التي يرفض المقاولون الالتزام بها بالليرة نتيجة هذا التضخم وعدم استقرار سعر الصرف، لذلك من المتوقع أن يتم صرف مبلغ كبير من أسعار الدولار.
وبحسب حواره مع البلد.
الاقتصاد اللبناني أكثر من 80% دولر. ويتاجر معظم القطاع الخاص، بما في ذلك التجار والصناعيون والخدمات، بالدولار الأميركي، ويستورد لبنان أكثر من 80% من احتياجاته الاستهلاكية من الخارج، إما بالدولار أو باليورو.
ويعتبر أن “تداعيات دولرة بعض الأسعار في الموازنة الجديدة ستظل محدودة سواء على الاقتصاد أو على المستهلك، فيما تستفيد خزينة الدولة من فرق الأسعار في حال حدوث أي انخفاض في سعر الصرف”. الليرة، لأن ذلك سيؤثر على حجم رواتب الموظفين واستحقاقاتهم، التي ستدفع بالليرة اللبنانية، ممثلة اليوم ووفق موازنة 2024. “أكثر من 40% من الموازنة، ما قد يؤدي إلى فائض في الميزانية”.
وقال: إن “هذا الإجراء له أيضاً تداعيات سلبية، فهو يزيد من دولرة الاقتصاد وتعرض الاقتصاد اللبناني لحركة الصرف التي تؤثر على العملة الأميركية وبالتالي ارتباط أكبر بالدولار، ما يعرض لبنان لأزمات خطيرة”. بعقوبات مستقبلية”.
ويعيش لبنان فراغا رئاسيا، بعد فشل مجلس النواب اللبناني، خلال 12 جلسة، في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر 2022.