مصر .. لماذا اغتال الإخوان أحد أقوى ضباط الأمن بـ 12 رصاصة؟

سيد متولي
قراءة 7 دقيقة
مصر.. لماذا اغتال الإخوان أحد أقوى ضباط الأمن الوطني بـ12 طلقة؟

مصر .. لماذا اغتال الإخوان أحد أقوى ضباط الأمن بـ 12 رصاصة؟

يصادف اليوم الذكرى التاسعة لاغتيال المقدم محمد مبروك رئيس أرشيف الأنشطة الدينية في جهاز الأمن المصري ، الذي اغتيل في 18 نوفمبر 2013 بـ 12 رصاصة.

وبحسب الباحث المصري في شؤون الإسلام السياسي ، عمرو فاروق ، يعتبر المقدم محمد مبروك أحد تلاميذ اللواء أحمد رأفت ، أحد العقول الأمنية المصرية التي انحازت بقوة إلى ما يسمى بـ “المراجعات الفكرية”. في وقف موجات العنف في التسعينيات من القرن الماضي ، وتفعيل مبادرة الجماعة الإسلامية ، تحت عنوان “تصحيح المفاهيم” عام 2002 ، تلتها تنظيمات الجهاد المصرية من خلال وثيقة “ترشيد العمل الجهادي” في 2007 كتبه د. سيد إمام.

وبحسب المحقق المصري ، تلقى المقدم محمد مبروك أكثر من 10 دورات تدريبية في مجال مكافحة الإرهاب ، مما أتاح له استيعاب ملف التيارات الأصولية وجماعات العنف المسلح ، منذ دخوله باب جهاز الأمن. (أمن دولة سابقاً) برتبة ملازم أول عام 1997. بالإضافة إلى رفاقه الدائم وقربه من اللواء أحمد رأفت الذي تولى مسؤولية أرشفة أنشطة الجماعات التكفيرية والمتطرفة بعد اغتيال اللواء رؤوف خيرت. في 16 أبريل 1994.

وأشار إلى أن مبروك شهد العديد من الأحداث المتعلقة بالإخوان والتيارات المتطرفة في السنوات الأخيرة من نظام الرئيس مبارك ، لا سيما ملف المنظمة الدولية ، وملف علاقاتها بدوائر صنع القرار الأمريكية والأوروبية. وكذلك دراسته ومتابعته الدقيقة لخريطة التنظيمات الإرهابية التي تشكلت في أعماق سيناء والتي ازداد نشاطها فورًا بعد عام 2011.

وأوضح فاروق ، بالنسبة للإخوان والتنظيمات الأصولية ، أن محمد مبروك لم يكن مجرد ضابط عادي في الجهاز الأمني ​​، وإنما مثل جهاز كمبيوتر به كل التفاصيل والمعلومات المسجلة عليه ، والتي من شأنها أن تكشف تورط الجماعة وتدين نشاطها. وقيادات رئيسية ، خاصة وأنهم عملوا بالفعل على تنفيذ مشروع يهدف إلى تسريح مختلف قيادات جهاز أمن الدولة التابع لنظام الرئيس مبارك ، منذ أحداث يناير 2011 ، كنوع من إنشاء كيانات أمنية جديدة يمكنها تحييدهم تجاه مشروع الإخوان في حال عدم قدرتهم على اختراق الجهاز وقياداته وسياساته وعدم تمكنهم من ذلك.

وتابع المحقق المصري: “لا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بين قضية مقتل المقدم محمد مبروك والاعتداء في نفس الوقت على مقرات أمن الدولة الذي وقع في 4 مارس 2011. اللاإلا نفس المنهجية التي استخدمتها جماعة الإخوان وقادتها للتخلص من الملفات المختلفة التي تدينها وتكشف خطتها ، وتدمير الملفات المختلفة المحملة بأكبر قدر من المعلومات حول المشروع السياسي لتنظيم الإخوان ، باعتباره نوع من غسل سمعة الجماعة وتاريخها أمام الرأي العام ، كانت عملية الإنقاذ أهم مسؤول في جهاز الأمن في تلك المرحلة لما تضمنته من تفاصيل من شأنها أن تكشف الوجه القبيح لتنظيم الإخوان وجرائمه.

وأشار إلى أن قيادات الإخوان عملوا منذ وصولهم إلى السلطة على إزاحة محمد مبروك نهائيا من جهاز الأمن ، وطالبوا رسميا بإقالته بسبب ارتباطه القوي بمراقبة نشاط الحركات الأصولية ، لكن وزير الداخلية في ذلك الوقت. وأبلغهم اللواء أحمد جمال الدين بضرورة حضور المقدم مبروك ، حيث أنه مسئول عن محاضر التحقيق في قضية خلية “مدينة نصر” ، وحضوره كشاهد أمام القضاء في جلسات المحكمة التي تتطلب حضورهم في الخدمة.

وأشار إلى أن مبروك كان بحكم عمله ومراقبته لملف الإخوان في تلك المرحلة شاهدا على أخطر المشاكل التي تمس الأمن القومي المصري ، من تحركات الجماعة واستعدادها لمسارات “الفوضى الخلاقة”. “، الذي حدد سيناريوهات إسقاط الأنظمة السياسية العربية ، واستبدالها بمكونات الإسلام السياسي ، وجعل ما يعرف بـ” الانقسامات المذهبية والطائفية “عميقاً في المنطقة العربية.

ولم تتوقف ضغوط الجماعة للتخلص من محمد مبروك بالقوة ، فتم نقله إلى فرع الجهاز بمدينة 6 أكتوبر ، وعاد إلى وظيفته بالمقر بعد ثورة 30 يونيو 2013. وكلف بجمع التحقيقات في القضية رقم 371 لسنة 2013 وأصلها 275 لسنة 2013 ، حصر أمن الدولة الأعلى المعروف إعلاميًا بـ “المخابرات العظمى” و “كسر سجن وادي النطرون”. وتم عرض القضية على نيابة أمن الدولة العليا ، والتي كشفت عن استعداد قيادات الإخوان لسيناريو الإطاحة بالنظام السياسي ، واتصالاتهم بمختلف الجهات الخارجية.

وشملت وثائق القضية “جهاز المخابرات الكبرى” ، وشهادة المقدم مبروك وتقريره عن رصد المكالمات الهاتفية بين “مرسي” وقيادي الإخوان أحمد محمد عبد العاطي الذي كان في تركيا. في ذلك الوقت ، بناءً على إذن صادر عن نيابة أمن الدولة العليا في 9 يناير 2011 ، وكشف عن التنسيق بين قيادات مكتب الإرشاد وأعضاء المخابرات الأمريكية في 21 يناير 2011 ، قبل عدة أيام من أحداث 25 يناير ، عندما أبلغت المخابرات الأمريكية بموقفها ودورها في حراك الشارع بإعلانها 10 مطالب كانت تأمل أن يرفضها النظام ، الأمر الذي سيساعده على تأجيج الموقف أكثر.

كما سجلت التحقيقات والمعلومات التي قدمها المقدم محمد مبروك ، بشكل دقيق وموثق ، تحركات عناصر حماس وحزب الله داخل مصر ، من دخول البلاد عبر أنفاق غزة ، والمرور بعمليات المواجهة مع قوات الشرطة ، و بل وانقسمت إلى 3 مجموعات ذهبت لتنفيذ خطة الاعتداء على سجون وادي النطرون والمرج وأبو زعبل.

كانت عملية اغتيال المقدم محمد مبروك هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها لمحاولة اغتيال ، ليحقق نتائجه بمساعدة سلسلة من رجال الشرطة الذين تبنوا الأطر الفكرية لحركة قطب ، وتم استدراجهم وتجنيدهم بالترتيب. لتحقيق المشروع السياسي الديني للإخوان في قلب القاهرة ، بقيادة الضابط محمد عويس ، الذي تم تكليفه بكافة رموز معلومات الحركة والمراقبة والرموز الأمنية لخصها المقدم محمد مبروك ، إلى جانب سلسلة من رجال الأمن الآخرين. .

وفي تحقيقات النيابة ، اعترف محمد عويس بأنه تعاون مع أعضاء “منظمة بيت المقدس” وقدم معلومات عن عناصر الأمن وعلى رأسهم زميله وصديقه الشخصي المقدم محمد مبروك ، بما في ذلك خط سير الرحلة. ورقم الكود ومحل إقامته من أجل تنفيذ اغتياله وتأثيره على الخطاب الديني المتطرف.

كان اغتيال المقدم محمد مبروك المسؤول عن ملف الأنشطة الدينية داخل الجهاز الأمني ​​، رسالة واضحة من قيادات الإخوان المسلمين ، بتنفيذ سلسلة اغتيالات كاملة ضد قيادات مؤسسات سيادية وأمنية ، بعد سقوط حكومته والكشف عن خطته للرأي العام وخاصة التقارير الصوتية والمرئية المرفقة وجميع الوثائق التي قدمها المقدم محمد مبروك والتي من شأنها أن تضعهم جميعاً على حبل المشنقة.

البلد

القاهرة – ناصر حاتم

شارك هذه المقالة
Exit mobile version