معرفة المستوى الطبيعي للسكر في جسم الإنسان وعلى الريق.

ماهر الزياتي
قراءة 10 دقيقة
معرفة المستوى الطبيعي للسكر في جسم الإنسان وعلى الريق.
يعتبر مستوى السكر في الدم مؤشراً مهماً لصحة الإنسان، ويخضع هذا المستوى لعدة عوامل تؤثر على مستواه في الدم، تتعلق بالعمر والنمط الغذائي ونمط الحياة، بالإضافة إلى الصيام. حول مستويات السكر في الدم والعوامل التي تؤثر عليها وكيفية قياسها، وكذلك مستوى السكر الطبيعي لدى الإنسان على الريق وكيفية الحفاظ على مستوياته.

نستعرض في هذا المقال بيانات عن مستويات السكر في الدم ومستوياتها الطبيعية بعد الوجبات وعلى الريق، وكذلك كيفية قياسها والحفاظ على مستوياتها.

مستوى السكر في الدم

وتتحلل الكربوهيدرات الموجودة في الطعام إلى “الجلوكوز” أو كما يعرف بـ “السكر” الذي يعمل كمصدر للطاقة للجسم. ويدخل هذا السكر إلى الدم بمساعدة هرمون الأنسولين الذي ينقله إلى الخلايا.
وإذا تمت هذه العملية بفعالية، فإن هذه العملية تخفض مستويات السكر في الدم، بحيث تتلقى أعضاء الجسم وعضلاته “الوقود” الذي تحتاجه لأداء وظائفها، دون زيادة في مستويات السكر.
وفي حالة نقص الأنسولين يحدث ارتفاع في نسبة السكر في الدم وانخفاض في خلايا وأعضاء الجسم التي يصل إليها، مما يتسبب في إصابة الشخص بمرض السكري.

مستويات السكر الطبيعية في الدم

يتم ضمان الحفاظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم من خلال موازنة عمليات تكوين ونقل ودخول السكر إلى الدم وأعضاء الجسم.
وتختلف هذه النسبة حسب العمر، فبحسب منظمة الصحة العالمية، تتراوح مستويات السكر لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و60 عامًا بين 4.1 و5.9 مليمول/لتر، وبين 60 و90 عامًا، وبين 4.6 و6.4 مليمول/لتر، وأكثر 90 سنة من 4.2 إلى 6.7 مليمول/لتر.
كما تختلف هذه النسبة حسب نمط حياة الشخص وأسلوبه الغذائي، بالإضافة إلى اختلافها عند قياسها على معدة فارغة أو بعد الوجبات.

مستوى السكر في الدم على معدة فارغة:

تتراوح مستويات السكر في الدم لدى البالغين الذين لم يتناولوا الطعام لمدة 8 ساعات بين 4 و6.1 مليمول/لتر.

مستوى السكر في الدم بعد الأكل:

بعد ساعتين من تناول الطعام، تتراوح مستويات السكر بين 5 و7.7 مليمول/لتر.

العوامل التي تؤثر على مستويات السكر في الدم.

يمكن أن تختلف مستويات السكر في الدم قليلاً على مدار اليوم اعتمادًا على كمية الطعام ونوع الطعام والنشاط البدني. إن الانحراف القوي في اتجاه أو آخر يحمل في طياته مخاطر خفية وواضحة.
تتسبب بعض العوامل في اختلاف مستويات السكر في الدم على مدار اليوم، وذلك حسب كمية ونوعية الطعام المتناول، بالإضافة إلى النشاط البدني والمجهود العضلي المبذول.
هناك عدة عوامل تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهي كما يلي:

النظام الغذائي: الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالنشويات يسبب ارتفاع نسبة السكر، بالإضافة إلى الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، والتي تكون قيم المؤشر فيها أكبر من 70 وحدة.

الأدوية: بعض الأدوية المخصصة لعلاج حالات طبية معينة خلال الأشهر القليلة الأولى من تناولها تسبب زيادة في مستويات مرض السكري، بما في ذلك بعض الأدوية لعلاج الصرع، وحبوب منع الحمل، وأدوية الحساسية، والأدوية المدرة للبول.

الضغط النفسي: أثبتت العديد من الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من غيرهم.

قلة النشاط البدني أو الحركي.

الأمراض: يفرز الجسم هرمونات لمحاربة مسببات الأمراض، مما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

جفاف.

مثلما تسبب العوامل ارتفاع نسبة السكر في الدم، هناك عوامل أخرى تسبب نقص السكر في الدم، بما في ذلك:
يمكن أن يحدث نقص السكر في الدم بشكل غير متوقع لدى مرضى السكري ويكون له عواقب وخيمة، خاصة إذا كان مريض السكري يفوت وجبات الطعام، أو يزيد من كمية النشاط البدني، أو يشرب الكثير من الكحول.

الأدوية: الجرعات المفرطة من الأدوية أو جرعات الأنسولين يمكن أن تسبب انخفاض نسبة السكر في الدم.

النشاط البدني عالي الجهد: يكون الجسم أكثر حساسية للأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم.

البرنامج الغذائي: انخفاض مستوى الكربوهيدرات وعدم الالتزام بالوجبات ومواعيدها، بالإضافة إلى الصيام، يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم.

وبالإضافة إلى بعض الأطعمة، فقد أثبتت الدراسات أن استهلاكها يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر، والتي تتمثل في القرفة والحلبة وأوراق الزيتون.

كيفية قياس مستوى السكر

يمكن مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم بعدة طرق، مثل استخدام جهاز قياس الجلوكوز، أو مراقبة الجلوكوز المستمرة (CGM)، أو اختبار الجلوكوز في البلازما على معدة فارغة.
تعد أجهزة قياس الجلوكوز وأجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة من الخيارات المنزلية سهلة الاستخدام والتي يمكن استخدامها في أي وقت.
– جهاز قياس السكر
يتم فيه استخدام إبرة صغيرة لاستخراج قطرة دم ووضعها على شريط الاختبار الذي يوضع داخل الجهاز، لحساب مستوى السكر في الدم في فترة زمنية تتراوح من 10 إلى 20 ثانية.
– جهاز المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM).
هو جهاز يقوم بقياس نسبة السكر في الدم كل بضع دقائق باستخدام جهاز استشعار يوضع تحت الجلد، وعادة ما يرتدي المريض هذا الجهاز لمدة أسبوع إلى أسبوعين.
وتم تطوير أجهزة مراقبة يمكنها اكتشاف مستويات السكر في الدم لمدة تصل إلى 3 أشهر، حيث يرسل الجهاز معلومات حول مستويات السكر لاسلكيًا من المستشعر إلى الهاتف الذكي.
– اختبر مستوى السكر في الدم على معدة فارغة.
تتم مراقبة مستوى السكر في البلازما باستخدام مجموعة فارغة في بيئة سريرية خاصة في حالة الاشتباه في الإصابة بمرض السكري أو ظهور المرض.
– اختبار متوسط ​​الجلوكوز (HbA1c)
يوضح هذا الاختبار تركيز الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي ويتم إجراؤه أيضًا في المختبر.

معدل السكر الطبيعي في الدم للصائم خلال شهر رمضان

يتساءل الكثير من الناس عن مستوى السكر الطبيعي في الدم للصائم خلال فترة الصيام، إلا أن هذه النسبة تختلف بين الأشخاص حسب أعمارهم كما يلي:

بالنسبة لفئة البالغين غير المصابين، يتراوح المعدل الطبيعي لسكر الدم بين 70 و90 ملليجرام/ديسيلتر.

وفي الفئة الطبية غير المصابة، يكون مستوى السكر الطبيعي في الدم 100 ملليجرام/ديسيلتر.

بالنسبة للبالغين المصابين بداء السكري، يتراوح المعدل الطبيعي لسكر الدم بين 70 و130 ملليجرام/ديسيلتر.

للكشف عن مستوى السكر ومعدله في الدم خلال فترة الصيام، يتم استخدام ما يعرف باختبار سكر الدم الصائم، أو المعروف أيضًا باسم “اختبار سكر الدم الصائم”. فترة تتراوح من 8 إلى 12 ساعة قبل تناوله.
لتقييم مستوى السكر في الدم أثناء الصيام هناك طريقتان:
– اختبار السكر في الدم التقليدي.
– اختبار الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي الذي يساعد في الكشف عن مستويات السكر في آخر 3 أشهر.
فإذا تفاعل الجسم بإنتاج الأنسولين ومنع ارتفاع نسبة السكر في الدم وكان معدله طبيعياً، فهذا يعني أن الشخص غير مصاب بالسكري.

كيفية الحفاظ على مستويات السكر الطبيعية

وللمحافظة على مستويات السكر لدى الصائم ينصح بما يلي:

راجع طبيبك من وقت لآخر للتأكد من أن مستوى السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي.

شرب الكثير من الماء بعد الصيام للحفاظ على مستويات السكر ضمن المعدل الطبيعي.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي السريع والسباحة، للحفاظ على مستويات السكر في الدم.

استبدلي الخبز الأبيض بالحبوب الكاملة، وأكثري من تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف.

أما النصائح الموجهة للأشخاص في حياتهم العامة، فتنصح بممارسة الرياضة، وإنقاص الوزن إذا كان زائداً، والنوم الصحي، والابتعاد عن التوتر.
ينصح رومان مالكوف، خبير التغذية ومبتكر العلاج الأيضي وبرامج التدريب منخفضة الشدة للمرضى من جميع الأعمار، الخبير في أكاديمية UniProf عبر الإنترنت، باتباع التغذية السليمة واستهلاك ما يكفي من الألياف الغذائية.

مشيراً إلى أهمية الألياف في استقرار مستويات الجلوكوز في الدم، وذلك من خلال تقليل امتصاص كميات كبيرة منه، وتناول ما بين 25 إلى 30 جراماً من هذه الألياف يومياً.

وشدد على ضرورة إضافة الكربوهيدرات المعقدة إلى النظام الغذائي لأنها تساهم في دخول السكر تدريجيا إلى الجسم، وشدد على الأطعمة التي يقل المؤشر الجلايسيمي فيها عن 55، والتي تتمثل في البقوليات والأسماك والمكسرات.

وأضاف أن الوزن الزائد يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري، مؤكدا ضرورة ممارسة الرياضة وشرب الكثير من الماء وتجنب الإجهاد الذهني من خلال الراحة الجيدة وممارسة اليوغا للتغلب على التعب.

وخلص إلى أن النشاط البدني المكثف يساعد في مكافحة ارتفاع مستويات السكر في الدم، لأن العضلات هي أحد المستهلكين الرئيسيين للجلوكوز.
عند ظهور الأعراض الأولى لنقص السكر في الدم، من الأفضل تناول أي طعام يحتوي على الكربوهيدرات السريعة على الفور: عصائر الفاكهة والحلويات والعسل وأقراص الجلوكوز سريعة التحضير.
شارك هذه المقالة
Exit mobile version