يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن للاستفادة من الأحداث القضائية التي يواجهها الرئيس السابق دونالد ترامب في المحاكم، ضمن حملته الانتخابية للرئاسة المقررة في نوفمبر القادم. وفي حين كان ترامب مشغولاً بمحاكمته في نيويورك، ينشط بايدن في حملته الانتخابية في بنسلفانيا، إحدى الولايات الرئيسية التي تلعب دوراً حاسماً في الانتخابات خلال الأشهر السبعة المقبلة.
بايدن زار بنسلفانيا، موطنه، حيث ألقى خطاباً وزار منزله القديم، وتلقى الدعم من عائلة كينيدي. وأثناء كلمته، أشار إلى خسارة الولاية لـ275 ألف وظيفة خلال فترة إدارة ترامب، في تصريح ساخر عن سياسات سلفه الذي يواجه محاكمة جنائية هذا الأسبوع.
كانت هذه خطوة جديدة لبايدن الذي كان يتجنب التعليق على مشاكل ترامب القضائية لتفادي تقويته كضحية، خاصة أن ترامب يدعي أنه مستهدف بـ”اضطهاد سياسي” من قبل الديمقراطيين.
بدأت محاكمة ترامب في نيويورك بتهمة دفع أموال سرية لشراء صمت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، قبل الانتخابات التي فاز فيها على هيلاري كلينتون عام 2016.
يأمل القاضي خوان ميرشان، في إنهاء اختيار هيئة المحلفين يوم الجمعة لبدء الجلسات الرئيسية في القضية يوم الاثنين. وقد تسبب طلب القاضي من ترامب الحضور للجلسات أربعة أيام في الأسبوع في استياء الأخير.
من جهته، أكد البيت الأبيض أن بايدن لا يتابع المحاكمة عن كثب بل “يركز على الأمريكيين”.
تلخص مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض، كايت بيدنغفيلد، الوضع بأن ترامب في المحكمة وبايدن في بنسلفانيا، وهو ما أكده فريق حملة الديمقراطيين الذي أكد أن ترامب يخسر “في محكمة الرأي العام”.
تأتي هذه المحاكمة في وقت تتقدم فيه شعبية بايدن في استطلاعات الرأي، ويتقارب الآن بينه وبين ترامب. وبالتالي، يعتزم بايدن استغلال التزامات ترامب بزيارة الولايات الرئيسية التي لم يتقدم فيها في الاستطلاعات الأخيرة.
من ناحية أخرى، يسعى ترامب أيضاً للاستفادة من وضعه، حيث يعتبر بعض أنصاره أن انتباه وسائل الإعلام لمحاكمته قد يسهم في تحفيز قاعدته الداعمة له.
ويقول شون هانيتي، مقدم برامج في “فوكس نيوز”، إن “تمكّن بايدن من الحملة الانتخابية وإجبار ترامب على البقاء في قاعة المحكمة يمكن أن يكون في مصلحته في نهاية المطاف، لأنه يظهر ترامب بصورة سلبية يومياً”.
وقد تسمح المحاكمة لترامب بحشد دعم من مؤيديه الذين يرونها دليلاً على تعرضه لظلم.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، زار ترامب بنسلفانيا وسيتوجه إلى كارولاينا الشمالية في نهاية هذا الأسبوع، فيما يستعد بايدن لزيارة فلوريدا. ولفت بايدن إلى الأموال التي أنفقها ترامب على التكاليف القانونية في دعاوى ما قبل الانتخابات، قائلاً إنه لم ينفق مثل هذه الأموال على حملته الانتخابية، وهو ما يظهر التباين بينهما.
