الوجود العسكري الروسي في سوريا

كتاب البلد
قراءة 2 دقيقة
حسابات الوجود العسكري الروسي في سوريا.. ما بين تعزيز مصالحها وسعي إسرائيل لتحقيق مكاسب دولية

تدخل الوجود العسكري الروسي في سوريا يعكس تعزيز مصالح موسكو في هذه المنطقة الحساسة. لقد تمكنت روسيا من دخول التحالف الدولي بكفاءة لمحاربة تنظيم داعش، مما يجعلها عاملًا مهمًا في المساعي الدولية لتحقيق الاستقرار.

تمتد جذور العلاقات بين روسيا وسوريا لعقود، حيث قدمت موسكو الدعم العسكري والسياسي لسوريا. في ظل الثورات العربية والحرب الأهلية في سوريا، أعلنت روسيا تأييدها للنظام السوري، مكوِّنة تحالفًا مع إيران. يعكس هذا التحالف التصاعد في التوترات الإقليمية، خاصةً مع وجود إسرائيل كلاعب رئيسي في المنطقة.

في الأسابيع الأخيرة، زادت التقارير عن تعزيز الدعم الروسي للنظام السوري، حيث نشرت موسكو قواتها في مناطق محددة وسيطرت على مطار قرب دمشق. هذا التحرك أثار قلق واشنطن التي عبَّرت عن مخاوفها تجاه التدخل الروسي في المنطقة.

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، هذا التحرك بشكل سلبي، مؤكدًا رفض الولايات المتحدة له. في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التزام بلاده بتقديم الدعم للجيش السوري في مكافحة الإرهاب. دعا إلى تعاون دولي أوسع ضد داعش، مشددًا على ضرورة التنسيق بين الجيشين الروسي والأمريكي لتفادي التصعيد.

رغم التصريحات الرسمية، يظل هناك تكهنات حول الأهداف الحقيقية للتدخل الروسي. يعتبر فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أن الشائعات حول تدخل روسيا هي جزء من مؤامرة تهدف إلى خدمة مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة. وفي الوقت الحالي، يؤكد المقداد أن وجود القوات الروسية يقتصر على دور استشاري في إطار الاتفاقيات العسكرية السورية الروسية.

تظل هذه التطورات تجذب الانتباه الدولي، ومع استمرار الأحداث، يتعين على المجتمع الدولي أن يتابع بعناية ويفهم تأثيرات هذا الوجود الروسي العسكري في سوريا وكيفية تأثيره على المستقبل الإقليمي والدولي.

شارك هذه المقالة
Exit mobile version