في “أراكان”، أو ما يُعرف بمسلمي بورما، يتجلى الوجع والمأساة بشكل لم يشهده التاريخ. هم شعب تعرض لأبشع أنواع القهر والتعذيب، حيث تشتعل منازلهم وتغتصب نساؤهم، ولكن لا حياة لمن تنادي.
على مدى العقود الأخيرة، استيقظ العالم على مجازر بشعة راح ضحيتها مئات المسلمين في بورما. تعرضوا لتعذيب فظيع، حيث أشعل البوذيون النيران في مناطقهم، ولمن نجا من الحرق، كانت المصير المحتوم هو السحل أو الذبح.
حتى المحظوظين الذين فروا وجدوا مصيرهم في زوارق متهالكة، معرضين للغرق، فأين الطعام والماء؟ اتجهوا إلى بنجلاديش، لكنهم واجهوا إعادة قسرية إلى بورما، ليواجهوا الموت بلا رحمة.
في إقليم “أراكان”، يتعرض مسلمو بورما، المعروفون بأقلية الروهينجا، لأنواع متعددة من التعذيب والاضطهاد. وعلى الرغم من كل هذا، كانوا يتعايشون، حتى جاءت صاعقة حكومية أعلنت عن منح المسلمين بطاقات المواطنة.
لكن رد فعل البوذيين لم يكن سلميًا، بل قاموا بهجمات عنيفة على علماء مسلمين، تبريرًا لفعلهم باعتبارهم إرهابيين. قتلوا عشرة منهم وتكبلوهم بشكل همجي. وفي تفسير للهجوم، ذكر البوذيون حادثة اغتصاب فتاة بوذية وقتلها من قبل شاب مسلم.
الحكومة، التي تفضل البوذيين، اعتقلت أربعة مسلمين بدلاً من محاسبة المهاجمين. وبعد صلاة الجمعة، حاصر الجيش المساجد لمنع المسلمين من التظاهر، ما أدى إلى اشتباكات وحظر تجوال فقط على المسلمين.
المجتمع الدولي لم يوفر الدعم المناسب لمسلمي بورما على مر السنين، مما يعزز معاناتهم. إن التاريخ يشهد على عدة مجازر ومحن، بداية من عام 1938 وصولاً إلى اليوم. المسلمون يستمرون في مواجهة التحديات، بينما تسعى حكومة بورما إلى تشويه هويتهم الإسلامية وتقييد حقوقهم المدنية.