أنور وجدى: رحيل أمير السينما المصرية وفتى الشاشة الأول

كتاب البلد
قراءة 2 دقيقة
أنور وجدى
أنور وجدى

في عالم السينما المصرية، ارتبطت حياة الممثل الكبير أنور وجدى، الملقب بـ “دون جوان”، برحيله بعد حياة حافلة بالترف والصخب، تاركا وراءه فقدانًا للبصر والذاكرة نتيجة صراعه مع مرض السرطان.

من بائع أجرة يعيش في غرفة صغيرة فوق السطوح، تطورت حياة أنور وجدى إلى امتلاكه شقتين في أحد أشهر عمارات وسط البلد، وهي عمارة “الإيموبيليا”. وُلد أنور في القاهرة لأب سوري وأم مصرية، ورحل عن عالمنا عندما كان في الـ 44 من عمره، بعد أن قدّم وأخرج 44 فيلمًا.

كان أنور وجدى الوحيد الذي واجه عمالقة الغناء والطرب، مثل أم كلثوم وأسمهان وليلي مراد. لقد تم بيع سيارته الفاخرة من نوع “كاديلاك” في مزاد علني لتمويل علاجه من الفشل الكلوي.

أنور وجدي، دون جوان، كان أمير السينما العربية، يسطع نجمه لمدة تقرب من ربع قرن. وكان رائدًا في استخدام أكثر من كاميرا في تصوير المشاهد ومؤسس لمفهوم الفيلم الاستعراضي الراقي في العالم العربي.

رغم التحديات والطرد الذي تعرض له من قبل والده، الذي لم يكن يؤيد اختياره للعمل في مجال الفن، بقي أنور وجدى صامدًا، يحمل مسؤولية أخواته ويواجه مرارة الفقر. دعا الله أن يأتيه بالمال والثروة، ولكن المرض أخذ منه كل شيء، حتى صحته.

كانت بدايته في عالم الفن صعبة، حيث بدأ كممثل ثانوي في فرقة رمسيس المسرحية. لكن يوسف وهبي لفت نظره وأعطاه الفرصة للظهور أمام الكاميرا. بدأ مشواره الحقيقي في السينما عام 32 بفيلم “أولاد الذوات”، وكانت له شركة إنتاج سينمائي وأنتج عدة أفلام ناجحة.

رحلة حياته الشخصية كانت معقدة، حيث عاش قصة حب وزواج مع ليلى مراد، لكن الانفصال جاء بعد مشاكل كثيرة. رحيله جاء بسبب المرض، فقد بصره وذاكرته في أواخر أيامه، ورحل عن عالمنا في مايو عام 55.

رحيل أنور وجدى ترك بصمة في تاريخ السينما المصرية، وبالرغم من آلامه الأخيرة، بقيت أعماله وإسهاماته خالدة.

شارك هذه المقالة
Exit mobile version