يرزح الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية تحت وطأة الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر. وتم إغلاق القنوات الثلاث الرئيسية التي تغذي الاقتصاد الفلسطيني، وارتفعت معدلات الفقر والبطالة بسبب إغلاق الحرب الباب أمام نحو 200 ألف عامل فلسطيني كانوا يعملون في إسرائيل.
يحل شهر رمضان على الضفة الغربية هذا العام وسط مؤشرات واضحة على الفقر والبطالة وحصار مستمر في العديد من البلدات والقرى والمخيمات. ونظراً لهذه الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون نتيجة الحرب المستمرة في قطاع غزة والإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، تزداد الحاجة إلى مبادرات التضامن. اجتماعي.
أطلق الشيف مؤيد، صاحب مطعم في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، حملة إكرام المكرمين لإطعام 1000 صائم يومياً خلال شهر رمضان. ويقول الشيف مؤيد لـ”البلد” إنه لأسباب اقتصادية وظروف معيشية يعاني منها الشعب الفلسطيني نتيجة الحرب، بادر في شهر رمضان بإعداد وجبات الطعام وتوزيعها على الفقراء الصائمين.
وأضاف مؤيد: “يبدأ العمل في الساعة السادسة صباحاً ثم يأتي المتطوعون الذين بادروا لمساعدتي. ويستمر العمل حتى الإفطار، وأحياناً نبقى حتى ما بعد الإفطار لإعداد العمل لليوم التالي”.
© البلد. اجواد جرادات“إكرام الكرام” مبادرة لإطعام 1000 فقير في شمال الضفة الغربية خلال شهر رمضان
“إكرام الكرام” مبادرة لإطعام 1000 فقير في شمال الضفة الغربية خلال شهر رمضان
© البلد. اجواد جرادات
1000 وجبة يوميا
واعتذر الشيف مؤيد عن استقبال العملاء في مطعمه خلال شهر رمضان حتى يتمكن من استغلال مبادرته لمساعدة الأسر الفقيرة. يعمل الشيف مؤيد عشر ساعات يوميا مع 10 متطوعين لإعداد وجبات الطعام. وسبق أن قام مؤيد بتوزيع بطاقات على الأسر الفقيرة بعدد الوجبات عليها. ، حتى تتمكنوا من استلامها كل يوم خلال الشهر الفضيل، ويقول الشيف لـ”البلد”: “تستمر هذه الحملة 15 يومًا، وتتنوع الوجبات بين الدجاج واللحوم، كل يوم”، وتكلف الحملة المطعم ما بين 15 ألف شيكل ( 4000 دولار) و27 مليون شيكل (7400 دولار). وهناك تبرعات مستمرة من بعض الأثرياء لمواصلة هذه الحملة حتى نهاية شهر رمضان.
© البلد. اجواد جرادات“إكرام الكرام” مبادرة لإطعام 1000 فقير في شمال الضفة الغربية خلال شهر رمضان
“إكرام الكرام” مبادرة لإطعام 1000 فقير في شمال الضفة الغربية خلال شهر رمضان
© البلد. اجواد جرادات
وأضاف مؤيد: “الوجبات التي نقدمها لا تكفي نظراً لتزايد عدد الأسر المحتاجة لأن الموظفين الداخليين توقفوا عن العمل وأصبحوا الفقراء الجدد. هذه المجموعة لم تعمل منذ خمسة أشهر لهذا السبب، “الحرب وظروفهم المعيشية صعبة بسبب الالتزامات المتراكمة، لذلك عليهم تعزيز مثل هذه المبادرات وتغطية أكبر عدد ممكن من الفقراء في شهر رمضان”.
منذ الإعلان عن مبادرة الشيف مؤيد على وسائل التواصل الاجتماعي، قامت مجموعة من المتطوعين من المبادرة بمساعدة الشيف في إعداد وجبات الطعام، ومن بين المتطوعين بسمة عوفي من مخيم طولكرم، التي جاءت للمساعدة في إطعام الفقراء . وتقول بسمة لـ”البلد” عن هذه الحملة: “تطوعت لمساعدة الفقراء، حيث أن هناك الكثير من الأسر لا تستطيع تقديم وجبة الإفطار في شهر رمضان، وأتمنى أن تكثر هذه المبادرات وألا يبقى أي محتاج خلال شهر رمضان”. خلف.”
© البلد. اجواد جرادات“إكرام الكرام” مبادرة لإطعام 1000 فقير في شمال الضفة الغربية خلال شهر رمضان
“إكرام الكرام” مبادرة لإطعام 1000 فقير في شمال الضفة الغربية خلال شهر رمضان
© البلد. اجواد جرادات
يشعر المتطوعون من الجنسين في حملة الشيف مؤيد بالسعادة للقيام بالعمل الإنساني لصالح الأسر الفقيرة ويعملون بلا كلل. فمنهم من يقطع الخضار، ومنهم من يتولى مهمة تغليف الوجبات وتعبئتها، ومنهم من يوزعها على الأسر المحتاجة. يقول المتطوع شادي أبو شمعة: “نحاول توفير الطعام للعائلات الفقيرة في هذه الظروف وأتمنى أن تتضافر الجهود في جميع الحملات خلال شهر رمضان وسنساعد هذه العائلات بسبب الوضع الحالي”. وضع كثير من الناس للأسف كارثي للغاية”.
وتسيطر إسرائيل على حدود الضفة الغربية وتسيطر على مواردها وتفرض الضرائب على المنتجات الفلسطينية. أعلنت منظمة العمل الدولية فقدان “32% من الوظائف” في الضفة الغربية.
وبعد اندلاع الحرب في غزة، ألغت إسرائيل 130 ألف تصريح عمل من الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتركتهم بدون دخل. بالإضافة إلى ذلك، تمت مصادرة أموال الضرائب الفلسطينية وإيقاف المساعدات المالية من الدول المانحة لفلسطين، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي للفلسطينيين في الضفة الغربية.