“إن قلبي مكسور على ابني، وقلب ابني على الحجر”. وهي حقيقة يفتقدها العديد من المواطنين. الأمثال الشعبية ليست كلمات تقال “عبثا”، بل كلمات تناقلتها جيل بعد جيل عن أشياء حدثت بالفعل في الماضي، وفي هذا المثل نرى ونشهد الكراهية. وجحود الابن الوحيد وصاحب المال الوفير تجاه أمه العجوز التي سهرت واجتهدت حتى وفاته، فأصبح رجلاً عظيماً وصاحب أعمال.
بداية القصة: “حمدي” رجل أعمال في حوالي الخمسين من عمره، تزوج من ربة منزل في نفس عمرها تقريبًا تدعى “هدى” منذ عشر سنوات وكان الابن الوحيد لأمه البالغة من العمر ثمانين عامًا والتي تعيش معه في فيلا بناها في إحدى المناطق الراقية. وبمجرد الانتهاء من مراسم الزواج، قرر أنها ستستمر في العيش معه ومع زوجته لأنه ليس لديه أي أقارب أو أطفال آخرين.
عاشت المرأة العجوز ثريا مع ابنها الوحيد وزوجته وظنت في البداية أنها ستكون مثل الابنة التي تنال منها العطف والحنان في أيامها الأخيرة في العالم، لكن كل أحلامها تحولت إلى كابوس أحلام. حيث إن الزوجة الجديدة تعاملها كخادمة، لا تكتفي بالاهتمام بها وشؤونها، وتتركها لساعات بلا طعام أو شراب في ظل… غياب الزوج “الابن” حتى يرفض ليعطيها الدواء. وعندما تشتكي الأم، ولكن بكل أدب واحترام، تبكي الزوجة وتسيل من عينيها “دموع التماسيح”، قائلة: “أمك أصبحت كبيرة في السن وخرفت”. وفي الوقت نفسه، يسمع الزوج كلام زوجته فيسب زوجته. الأم. ولكي تتمكن المرأة من الراحة، أحضرت المرأة العجوز خادمة للعمل لديها.
نواصل رواية القصة. وفي إحدى الليالي، عاد الزوج من عمله في وقت متأخر من الليل ليجد زوجته تبكي، وملابسها ممزقة، وتظهر عليها علامات الضربة على الرأس. وعندما سئلت أجابت دون تردد: “والدتك فعلت هذا”، “فغضب الزوج دون أن يسأل أمه، وأهانها وضربها”. وفي الصباح اصطحبها بسيارته إلى إحدى دور رعاية المسنين في التجمع الخامس، وأودعها وتركها لإرضاء زوجته. لقد دفع تكاليف دار رعاية المسنين لمدة ثلاثة أشهر.
لكن جحوده زاد ولم يعد قادرا على دفع مصاريفه الشهرية لفترة طويلة، فطلب المسؤولون من الأم العجوز مبلغا من المال أو اتصلوا به. فأجابت: ابني مات، لماذا لم يموت غيره؟ إن شئت.” ارموني في الشارع ارموني.” انكسرت قلوب القائمين على البيت فزادوا العبء. تم رفع دعوى بتوكيل من العجوزة بمحكمة الأسرة بالجمعية عن طريق المحامية ناهيا الجندي رقم 4311 دعوى نفقة أقارب وبعد عدة جلسات صدر القرار على النفقة الشهرية للأم العجوز بمبلغ 5000 جنيه تم التنازل عنها.