أدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليمين الدستورية رئيسا لمصر، أمس الثلاثاء، في مبنى البرلمان الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة، منهيا عهد الحكم في القاهرة.
ومن المقرر أن ينتقل مقر الحكم في الفترة الثالثة والجديدة للسيسي إلى العاصمة الإدارية الجديدة، بعد بقائه في مدينة القاهرة 1150 عاما منذ دخول الفاطميين البلاد عام 969.
وكانت القاهرة حاضنة لمقاليد الحكم منذ تأسيسها على يد الفاطميين في الثلث الأخير من القرن العاشر الميلادي. السيسي ينقل مقر الحكومة لأول مرة منذ أمر جوهر الصقلي بافتتاح القاهرة. عندما أدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية في العاصمة الجديدة.
ويمثل هذا بداية الافتتاح الرسمي للجمهورية الجديدة والانتقال الأول إلى عاصمة مصر منذ حوالي 1150 عامًا.
وفي عام 969م، قرر جوهر الصقيلي بناء مدينة شمال مدينة الفسطاط لتكون عاصمة الحكومة وحكمها. بناه في ثلاث سنين وسماه المنصورية. ثم جاء الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 7 رمضان 362 م = 11 يونيو 972 م، وجعلها عاصمة لدولته وسماها القاهرة.
وأقام في القصر الذي بناه جوهر وخرج في اليوم الثاني لاستقبال المهنئين. ومنذ ذلك الحين أصبحت القاهرة مقرًا للخلافة الفاطمية وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية. وكانت أراضيه حوالي 340 فدانًا.
وبدأ السقيلي بعد ذلك في بناء الجامع الأزهر، مما أثر في تطويره وتثبيت أساساته. وكان يحيط بالعاصمة سور من الطوب اللبن، ولها أبواب في اتجاهات مختلفة، أشهرها باب زويلة، وباب النصر، وباب الفتوح. ولم يعش المعز طويلا في القاهرة ليرى ثمرات ما حققته يداه، وكان الخليفة الأول. حكم الفاطميون دولته من القاهرة، عاصمته الجديدة.
تضم منطقة القاهرة التاريخية مناطق الفسطاط، مصر القديمة، المنطقة الوسطى وتضم القطعائي، المدينة الملكية الطولونية، منطقة القلعة، الدرب الأحمر، النواة الفاطمية، ميناء بولاق. ومسجد الجيوشي.
وأضيفت المنطقة إلى قائمة التراث العالمي عام 1979 بناء على توصية المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS).
أما العاصمة الجديدة فقد تم الإعلان عن إنشائها عام 2016 على مساحة 220 ألف فدان شرق القاهرة، بهدف تخفيف الضغط على مدينة القاهرة والتوسع العمراني في الصحراء الشرقية بشكل مخطط ومدروس. بطريقة حضارية .
وبحسب المعلومات المتداولة، تبلغ مساحة المقر الرئاسي 50 ألف متر مربع، في حين تقدر المساحة الإجمالية لأراضي القصر المحاطة بسور خارجي، بـ 2.3 مليون متر مربع.
منذ اليوم الأول للإعلان عن العاصمة الإدارية، اتجهت أنظار المستثمرين إليها واستحوذت المدينة على أفخم العلامات التجارية الفندقية العالمية وعلى رأسها هيلتون وماريوت وسانت ريجيس، مما يؤكد مستقبل المدينة الكبير حيث تخطط مصر لامتلاكها. لتحويلها إلى مركز سياحي عالمي يركز على مختلف أنواع السياحة وخاصة سياحة المؤتمرات. وسياحة التسوق، والسياحة التعليمية والطبية، وذلك من خلال إنشاء العديد من الجامعات العالمية وعلى رأسها جامعة هيرتفوردشاير، وجامعة كوفنتري، وجامعة الأمير إدوارد الكندية.
ومن أبرز الأحياء: الحي الثالث R3 الذي تنفذه هيئة المجتمعات العمرانية، ويقدم 24 ألف وحدة من 697 عمارة على مساحة 1000 فدان، وتنقسم إلى ثمانية أحياء جميعها تشمل خدمات تجارية وإدارية وترفيهية، والحي الخامس جاردن سيتي الجديدة. والتي تحاكي القاهرة الخديوية . المساحة 1000 فدان وتضم 295 عمارة A و105 فيلا و175 تاون هاوس و11 برج و96 عمارة سكنية مختلطة بالحي السابع، ويتم تنفيذها بالكامل من قبل شركات استثمارية.
تبلغ مساحة الحي الحكومي 550 هكتارًا، ويضم 36 مبنى، منها 34 وزارة، أحدهما لمجلس النواب والآخر لرئاسة الحكومة. قامت ببنائه 18 شركة وطنية كبرى تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات، ويغطي مبنى البرلمان مساحة 19 هكتاراً. تضم المنطقة التجارية المركزية 20 برجًا، بما في ذلك أطول برج مميز في المدينة. أفريقيا بارتفاع 400 متر واستثمارات 3 مليارات دولار.
سيتم إنشاء منطقة السفارات على مساحة تتراوح بين 1500 إلى 1600 فدان وستتراوح مساحة كل سفارة من 1 فدان إلى 24 فدان حسب الطلب. المدينة الرياضية تنفذها وزارة الشباب بتكلفة 2.2 مليار جنيه على مساحة 92 هكتارا وتضم منطقة للصالات المغطاة ومجمع حمامات سباحة ومساحة خماسية وكاملة حجم ملاعب كرة القدم والعديد من الملاعب. وتشمل الأغراض ملعب هوكي وغرف تبديل ملابس وملاعب تنس ومنطقة متكاملة للأطفال ومنطقة ثقافية وترفيهية ومسرح ومبنى اجتماعي ومبنى إداري.
ر.ت
