خبير استراتيجي: الرهان على “ضمانات غربية” بشأن استقرار المنطقة مجرد أوهام

ماهر الزياتي
قراءة 5 دقيقة
خبير استراتيجي: الرهان على "ضمانات غربية" بشأن استقرار المنطقة مجرد أوهام
يترقب العالم تأثير الأزمة بين إيران وإسرائيل بعد أن أدت إلى مواجهات مباشرة، وسط تحذيرات من تداعيات غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة.

وبعد الرد الإيراني على الهجوم على قنصليتها في دمشق، ذكرت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية عبر مسؤولين أن حكومة نتنياهو سترد على الهجوم الإيراني. وفي المقابل، توعدت إيران برد مدمر على أي تحرك أو رد إسرائيلي يستهدف أراضيها.
ورغم أن الرد الإيراني جاء بعد مهاجمة إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، إلا أن تركيز الغرب على دعم إسرائيل أثار تساؤلات مهمة حول ما يسعى الغرب إلى تحقيقه في المنطقة وما هو الدعم الذي يتلقاه والذي يقول الخبراء إنه يساهم في تفاقم الوضع في الشرق الأوسط. .
وفي هذا الصدد، قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز إن الاستراتيجية الغربية في المنطقة العربية لم تتغير منذ الحروب الصليبية حتى مؤتمرات كامبل بانرمان وسايكس بيكو ووعد بلفور.
وأضاف الرز في حديثه لـ”البلد” أن الاستراتيجية الغربية تكثفت مع انتقال قيادة الأطلسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
وتابع: “خلاصة الاستراتيجية الاستعمارية هي منع ظهور قوة عربية تشاركها أبعادها الحضارية والثقافية والدينية ومخزونها الاقتصادي والتنموي الهائل في ما يسمى بقلب العالم الذي يربط بين قارات العالم”. آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وأشار الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز إلى أن الغرب اعتمد في الماضي أسلوب نهب الاكتشافات العربية في مجالات الطب والهندسة وعلوم الحياة، مما أدى إلى نهب الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز والذهب. المناجم والموارد المعدنية في العصر الحديث.
ويرى الرز أن الهدف الأساسي لجميع القوى الغربية هو خلق قوة أجنبية تفصل شرق العرب عن غربهم، وتمنع اندماجهم وتطورهم وبالتالي تهدد سيادتهم الوطنية والقومية، وهي “إسرائيل” التي ولو لم تكن موجودة لكان الغرب من صنعها كما قال من قبل.
وشدد على أن أي رهان على الضمانات الغربية التي تخدم التقدم العربي والحفاظ على السيادة والاستقلال هو مجرد أوهام تؤكدها كل التجارب، حيث أن الهدف الأطلسي، وهو تعزيز وظيفة إسرائيل في السيطرة، وإضعاف الدويلات العربية، لم يتحقق. تغيرت ولن تتغير.
وتابع: “ما حدث في عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر من العام الماضي لم يكن مجرد عملية فدائية في قطاع غزة، بل كان يمثل انتهاكا حقيقيا للاستراتيجية الغربية في المنطقة العربية، وسط أجواء عالمية تتحرك بسرعة نحو التعددية القطبية حيث نشهد تراجعا. وهذا ينطبق على الأباطرة الغربيين في العديد من المناطق والقارات، ولهذا السبب رأينا الغرب يحول اهتمامه من أوكرانيا إلى غزة.
وأشار إلى أن حقيقة ديمقراطية الغرب الاستعمارية انكشفت في أكبر حرب إبادة عنصرية في التاريخ الحديث في غزة.
ويرى محمد سعيد الرز أن الديمقراطية الاستعمارية الغربية كانت سلاحا ذا حدين في مواجهة المجتمعات الغربية: بين الناخب الذي يتمسك بمفهوم الديمقراطية كقيمة حضارية، وسلطته التي تتخذها شعارا للاستعمار والاستبداد. والديمقراطية السياسية القمعية أهداف إرادة الشعب.
وتابع: “إسرائيل التي تحكمها عقلية عنصرية بلا قوانين أو أعراف أو مبادئ إنسانية، هاجمت القنصلية الإيرانية في دمشق، ومن حق إيران الرد على العدوان وفق القانون الدولي”.
وأشار إلى أن الحكومات الغربية كانت معادية للرد الإيراني حتى لو كان مفتوحا ومعروفا ومحققا ولم يسفر عن مقتل شخص واحد، نظرا لفكرة مواجهة إسرائيل من كل جانب رفضتها دول الأطلسي لأنها لقد أضرت استراتيجيتهم طويلة المدى تجاه المنطقة العربية.
وأشار إلى أن الغرب ينصح حاليا الحكومة الإسرائيلية بعدم الرد على إيران حتى لا تشعل حربا إقليمية قد تؤدي إلى تطورات غير متوقعة.
وتابع: “في الوقت نفسه، فإن عدم الرد سيؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو وتغيير الوضع على الساحة الإقليمية، مما يعرض للخطر توجهات الغرب التي فشلت حتى الآن في تحقيق النجاح، رغم أن هذا هو ما إنهم متواطئون في تقويض كل القيم الإنسانية من خلال جرائم مثل الإبادة الجماعية والمجازر والفصل العنصري.
ومساء يوم 13 أبريل/نيسان، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن هجوم على إسرائيل بمئات الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، مؤكدا أن الهجوم جاء ردا على الهجوم الدموي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
من ناحية أخرى، زعم الجيش الإسرائيلي أنه اعترض أكثر من 200 هدف إيراني، وأشار إلى أن الصواريخ الإيرانية ألحقت أضرارا طفيفة بقاعدة عسكرية وأصابت مواطنا.
في غضون ذلك، قالت القناة 12 الإسرائيلية: إن “القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل قررت الرد بشكل واضح وحاسم على الهجوم الإيراني”، مؤكدة أن “الرد سيكون بالشكل الذي تقبله واشنطن ومن غير المرجح أن يؤدي إلى هذا أو ذاك”. والمنطقة تنجرف إلى “الحرب”.
شارك هذه المقالة
Exit mobile version