بعد الهجوم الإيراني.. ما مصير الجبهة اللبنانية في الحرب الإسرائيلية الدائرة؟

ماهر الزياتي
قراءة 6 دقيقة
بعد الهجوم الإيراني.. ما مصير الجبهة اللبنانية في الحرب الإسرائيلية الدائرة؟
وفي انتظار الرد الإسرائيلي على هجمات إيران بالمسيرات والصواريخ، تتجه الأنظار إلى الجبهة اللبنانية المشتعلة مع إسرائيل، والتي قد تشهد تصعيداً خطيراً في الفترة المقبلة.

ويقول الخبراء إن جنوب لبنان، الذي يشهد حملات قصف إسرائيلية مستمرة ومتناوبة مع حزب الله، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجبهة الإيرانية، مما يزيد من احتمال اندلاع قتال أكثر كثافة على تلك الجبهة.
وفي جنوب لبنان، يستمر القتال بين حزب الله من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ أكثر من ستة أشهر، ولا تزال العمليات تتوسع يومياً على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا القوة في جنوب لبنان قواعد الاشتباك يفرضها واقع الميدان العسكري، مع وجود بعض الأهداف بعيدة عن الحدود الجنوبية اللبنانية.

الدور الأساسي

ورأى المحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أكد أن إيران سترد بشكل مباشر على أي هجوم أو عدوان إسرائيلي يمس بلادها أو رموزها أو حضورها في العالم. الأمر الآن يعتمد على الرد الإسرائيلي، طبيعته ومكانه، وهل يتطلب، وفق هذه المعادلة، رداً إيرانياً أقوى وأكثر عنفاً أم لا؟
وبحسب حديثه مع “البلد”، فإن وضع الجبهة اللبنانية مرتبط برد الفعل الإسرائيلي على إيران والعكس، لأنه إذا تصاعدت الأمور فإن الجبهة اللبنانية ستكون متحركة وستكون هناك ردود أفعال متبادلة يمكن أن تشمل لبنان، و والعكس صحيح، ولهذا نحن في مرحلة انتظار وانتظار، فهناك محاولات أميركية وأوروبية لاحتواء الأزمة حتى لا تتفاقم وصولاً إلى حرب شاملة مدمرة لجميع الأطراف.
وشدد على أن الجبهة اللبنانية تنتظر هذه الإجابات، وأنه في حال تصاعدت الأمور فإن الجبهة اللبنانية ستدخل أيضا، والتي ستكون جزءا من الرد والرد المتبادل، فالسلاح الإيراني الذي يكون فعالا على مسافات طويلة، يكون على مسافة قصيرة. المسافة ستكون أكثر فعالية إذا استخدمها حزب الله من الجبهة اللبنانية. وسيكون الأمر أكثر تدميراً.
وأوضح أن المهم هو نطاق وحجم الرد الإسرائيلي، وكذلك مدى فعالية الرد الإيراني عليه، وأن الجبهة اللبنانية ستلعب دورا أساسيا في هذه الحرب المتصاعدة.

قواعد الاشتباك

وفي هذا الصدد، رأى الناشط المدني اللبناني أسامة وهبي أن “الهجوم الإيراني على إسرائيل يعتبر ردا أدنى لحفظ ماء الوجه وليس ردا تصعيديا، وقد تم إبلاغ هذا الأمر للجانب الأمريكي، وإسرائيل تعرف ذلك”. وأضاف: “أن الرد ليس قويا، بل الرد من أجل القيادة الإيرانية”.
وبحسب حديثه لـ”البلد”، فإنه “بعد أسبوعين من قصف القنصلية الإيرانية في سوريا، لن يكون هناك رد فعل قوي، إضافة إلى أن المسيرات انطلقت من إيران واستغرقت ساعات طويلة حتى يصل العدو”. اتخذ الحلفاء كافة الإجراءات وتمكنوا من إسقاط 99% من تلك المسيرات والصواريخ”.
وشدد على أن “الجانب الإسرائيلي يواصل التصعيد والمحور الإيراني يبذل كل ما في وسعه لضمان بقاء الحرب ضمن قواعد الاشتباك وعدم توسعها، وأن تكون الجبهة اللبنانية مرتبطة عضويا بالنظام الإيراني”. حزب الله الذي يعد أحد أسلحة إيران في المنطقة”.
ويرى أن “الأمور ستبقى على ما هي عليه، ولن تكون هناك حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، وما حصل في الجنوب ليلة الرد الإيراني كان موازيا لهذه التفجيرات مثلها” ما حدث في العراق وأماكن أخرى”، لكن ليس هناك نية لبدء حرب شاملة لا تريدها أمريكا أو إيران. وهذا ينطبق أيضا على إسرائيل، التي لا تزال عالقة في رمال غزة المتحركة إن عملية القيام بذلك لمدة ستة أشهر لم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها المعلنة.
حذر رئيس الوزراء اللبناني بالوكالة نجيب ميقاتي، أمس الاثنين، من أن «إسرائيل تجر المنطقة إلى الحرب»، وأكد أن «الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لا يمكن التسامح معها».
وقال ميقاتي في تصريحاته إن “لبنان لن يقبل بغزو أجوائه”، ودعا المجتمع الدولي إلى الاهتمام بهذا الأمر ووضع حد لهذه الحرب.
وأضاف: “من خلال الاتصالات التي نجريها، ندرك عدد أصدقاء لبنان في العالم الذين يدافعون عنه ويبذلون كل جهد للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومنع التصعيد لمنع المواجهات”.
أعلن حزب الله اللبناني، أمس الاثنين، أنه استهدف عدة مواقع للجيش الإسرائيلي على حدود الجنوب اللبناني. وقال الحزب في بيانات متتالية، إن قواته “استهدفت تمركزا لجنود العدو الإسرائيلي قرب ثكنة ميتات بالأسلحة المناسبة، مؤكدا مقتل وجرح عناصره”.
وفي بيان آخر، قال حزب الله إنه قصف موقع رويسة العلم في تلال كفرشوبا المحتلة بالأسلحة الصاروخية، ما أدى إلى إصابة مباشرة، إضافة إلى “قصف مدفعي وصاروخي واسع النطاق على جنود العدو الإسرائيلي في حرش حنيتا”. ضربة مباشرة.”
وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2024، عندما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية طوفان الأقصى. تم إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل من غزة، واقتحمت قواتها البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي، معظمهم من المستوطنين، وأسر حوالي 250 آخرين.
وتسببت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في خسائر فادحة في الأرواح، إذ تجاوزت 33 ألف قتيل وأكثر من 75 ألف جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، ما دفع إسرائيل إلى مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين.
شارك هذه المقالة
Exit mobile version