دبلوماسي إيراني لـ”البلد”: العملية العسكرية ضد إسرائيل حققت كل أهدافها

ماهر الزياتي
قراءة 6 دقيقة
دبلوماسي إيراني لـ"سبوتنيك": العملية العسكرية ضد إسرائيل حققت كل أهدافها
وبعد العملية العسكرية الإيرانية المباشرة ضد إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة مسيرة، حولت إيران خلافها مع الجانب الإسرائيلي من «حرب الظل» أو ما يسمى «الحرب الخفية» إلى المواجهة المباشرة.

وقالت إيران إن هذه العملية كانت بمثابة “رسالة تحذير” لإسرائيل بعد الهجوم على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق والهجمات على أبرز قادتها.
وبحسب القراءة الإيرانية، هل حققت هذه العملية العسكرية أهدافها، وما هي الرسالة التي كانت إيران تحاول إيصالها بهذا الهجوم، وما هي السيناريوهات الإيرانية المحتملة إذا ردت إسرائيل على هذا الهجوم؟
أجاب السفير الإيراني في تونس مير مسعود حسينيان على هذه الأسئلة وغيرها في مقابلة مع البلد.

عن نص الحوار…

هل تعتقدون أن العملية العسكرية التي نفذتها إيران مؤخرا ضد إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ حققت أهدافها، وهل كان هذا الهجوم مخططا له؟

وكانت هذه العملية العسكرية مدروسة ودقيقة ومحددة من الجانب الإيراني بعد الهجوم الإسرائيلي على الجزء القنصلي من السفارة الإيرانية في دمشق. ثم أعلنت إيران أنها سترد في الوقت المناسب. وقد جاءت هذه المناسبة.
إن رسالتنا من العملية العسكرية الأخيرة واضحة وهي تحذير بأن على إسرائيل أن تدرك أن قوة إيران كبيرة.
وهذه العملية العسكرية ليست سوى جزء واحد من قوة إيران وقدراتها الدفاعية التي ستستخدمها إذا صعدت إسرائيل ردها، والذي قد يدعمه الغرب.

السبب المعلن للرد على الهجوم هو استهداف سفارتكم في دمشق. هل يمكن أن يكون هناك جانب آخر وهو دعمكم للمقاومة؟

وتأتي العملية العسكرية ردا على الهجوم الإسرائيلي على سفارتنا في دمشق، لكن ذلك لا يخفي حقيقة أن إيران تدعم المقاومة في فلسطين. وهي الدولة الأولى التي غيرت السفارة الإسرائيلية وتم تسليمها إلى سفارة فلسطينية في طهران وتم تسليم مفتاحها للرئيس. إن الراحل الفلسطيني ياسر عرفات ودعمنا للمقاومة الفلسطينية هو أمر إنساني ويخلو من أي سياسة.

ولطالما أعربت إيران عن عدائها تجاه إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال حلفائها الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. لماذا اختار الهجوم المباشر هذه المرة؟

لقد صبرنا كثيراً على الهجمات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، لكن إسرائيل كثفت هجماتها في الأشهر الستة الماضية، حتى أنها وصلت إلى حد اغتيال أبرز قادتنا في سوريا، الذين كانوا حاضرين بدعوة رسمية من الحكومة السورية.
من خلال مهاجمة سفارتنا في دمشق، تجاوزت إسرائيل الخط الأحمر ويجب أن تتوقف. ولهذا السبب قررنا الرد مباشرة.
ولو تعرضت دولة أخرى لهجوم مماثل لسفارتنا في دمشق، فإنها لن تبقى صامتة وستختار أسلوباً أكثر عنفاً. على سبيل المثال، رأينا التصريح الإعلامي لوزير الخارجية البريطاني الذي قال فيه إنهم سيردون بعنف إذا تعرضت سفارتهم للقصف.

كيف تفسر تغير الموقف الأميركي بسحب الدعم عن إسرائيل ردا على إيران؟

وبعد العملية العسكرية التي قامت بها إيران في الجانب الإسرائيلي، وجدنا أن الموقف الأميركي قد تغير، حيث ترى أميركا وبريطانيا وفرنسا أنه من غير الممكن الرد على إيران في الوقت الراهن. وهذا يدل فقط على أن هذه الدول أدركت أن إيران قوية وأن ردها سيكون أقوى من ذي قبل.
ومن ثم تخشى أمريكا أن يتم استهدافها لأن هناك قواعد عسكرية أمريكية كثيرة في الأردن والعراق والبحرين. ويخشون أن تتسع الحرب لأنهم سيخسرون الكثير.
الجميع متخوف من رد الفعل الإيراني، خاصة بعد تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن طهران حذرت واشنطن من أنه إذا أقدمت إسرائيل على مغامرة جديدة، فإن ردنا سيكون أسرع وأقوى وأشمل خلال ثوان.

ماذا تتوقع من قرارات مجلس الحرب الإسرائيلي؟

ونستبعد أن يكون هناك تصعيد عسكري آخر من جانب إسرائيل ونفترض أن الرد سيكون محدودا للغاية خوفا من توسيع الحرب التي لن ينتصروا فيها.

كيف تتابعون الداخل الإسرائيلي؟

بعد عمليتنا العسكرية الأخيرة، لاحظنا أن الوضع داخل إسرائيل تغير، لأن إسرائيل تبدو مرتبكة وغير قادرة على اتخاذ موقف واضح بشأن ما إذا كانت سترد على العملية العسكرية التي تنفذها إيران ضدها. وهذا دليل على أن الضربة العسكرية هزت داخل إسرائيل. وفي رأيي الشخصي، أدركت إسرائيل أنها إذا أرادت شن عملية عسكرية ضد إيران واستهداف أبرز قادتها، فعليها أن تفكر ألف مرة كيف سيكون الرد الإيراني.
وفي رأيي أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا ستغير سياساتها تجاه إسرائيل أثناء الحرب.

ما هي الدول التي شاركت إيران في نفس الموقف ودعمتك؟

ودعمت العديد من دول العالم والمنظمات الدولية إيران من خلال التصريحات الرسمية بعد الهجوم الأخير على سفارتها في دمشق، واختار بعض رؤساء الدول التواصل مباشرة مع الرئيس الإيراني للتعبير عن موقفهم الداعم.

هل تهدد إيران باستخدام الأسلحة النووية إذا ردت إسرائيل على العملية العسكرية الأخيرة؟

لدينا خيارات أخرى للرد على إسرائيل من خلال استخدام الأسلحة المتطورة، ولا يمكننا اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية لأنها محرمة بالقانون ولأن استخدامها سيضر ملايين البشر في ثوان معدودة، وهذا ما تفعله إيران. يسعى ويرفض.

كيف تتابعون الوضع الحالي في قطاع غزة وكيف تقيمون الأحداث المستقبلية هناك؟

وكانت العملية العسكرية التي نفذتها إيران ضد إسرائيل إيجابية، وساعدت في تقليل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. ونتوقع أن تنتهي الحرب قريباً لصالح الفلسطينيين، إذ لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تهدف إلى فرض سيطرة حماس الكاملة على الفلسطينيين. القضاء على قطاع غزة.
كما نرى أن تعثر عملية تبادل الأسرى دليل على فشل الجانب الإسرائيلي الذي سينسحب قريباً من قطاع غزة، وبالتالي فإن النصر سيكون للفلسطينيين حتماً.
أجرى المقابلة: مريم جمال
شارك هذه المقالة
Exit mobile version