هل يساعد ارتفاع أسعار النفط في تحسين الاقتصاد الليبي؟

سيد متولي
قراءة 5 دقيقة
هل يساعد ارتفاع أسعار النفط في تحسين الاقتصاد الليبي؟
وتشهد أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا في الأسواق العالمية، ومن ناحية أخرى تعتبر ليبيا من الدول المصدرة للنفط الخام وتعتمد عليه كمصدر رئيسي للدخل.

ورغم كل ذلك، تشهد ليبيا تدهورا في الأوضاع الاقتصادية، إضافة إلى عدد كبير من الأزمات الأخرى، أبرزها مشكلة عدم السيولة النقدية التي تعاني منها البلاد منذ عقد كامل. مؤشر وعامل إيجابي يساهم في إنعاش الاقتصاد الليبي ووضع حد لمشاكل السيولة وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطن الليبي؟

زيادة إيجابية

وفي هذا السياق، قال الأكاديمي الليبي علي الشريف، إن ليبيا تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، وتشكل الصادرات أكثر من 98% من إجمالي الصادرات، بينما يشكل إجمالي الإيرادات أكثر من 98%، لذا فإن أي تحسن في هذا المورد هو أمر مستبعد. سواء من حيث زيادة الكمية أو زيادة السعر سيكون له دور مهم جداً في عملية تخفيف الأعباء والمساهمة في تمويل الموازنة العامة والمساهمة في إعادة الإعمار.
وأضاف الشريف في تصريح خاص لـ”البلد” أن هذه الزيادة ستسهم في عملية تعديل سعر الصرف الذي وصل إلى مستويات قياسية، معتبرا أن كل هذه العوامل مهمة جدا في حال حدوث زيادة. على ارتفاع أسعار النفط الخام، وضرورة العمل على زيادة الكمية بعيداً عن الاعتماد على ارتفاع الأسعار.
وأوضح أن صندوق النقد الدولي توقع أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي لعام 2024 4.5%، والذي يعتمد بشكل كبير على القطاعات النفطية، وأن استقرار الإنتاج يعني ارتفاع الأسعار، وكل ذلك سينعكس إيجابيا في زيادة الأسعار. معدلات النمو في الدولة الليبية
بينما يرى الخبير الاقتصادي محمد درمش أن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية له دور مهم وتأثير مباشر على الدخل القومي وميزان الدخل في ليبيا، باعتبار أن الإدارة الليبية لديها كل مواردها عاطلة عن العمل ولا تساهم في التنويع. مصادر. من الدخل القومي .

القصور المحلية

وقال درميش في تصريح خاص لـ”البلد” إن النفط يمثل 98% من مصدر الدخل الوحيد، وأن هذا هو الحال منذ عقود. أما حل المشكلة الاقتصادية في ليبيا فهو أمر بعيد المنال، لأن أسعار النفط ارتفعت بالفعل. في السنوات الأخيرة، ولم يستفد منها الاقتصاد الليبي. والمواطن الليبي بشكل دائم، لأنه اعتبر أن ليبيا بلد يعاني من سوء إدارة الأموال والموارد وليس من شحها وقلة الموارد.
ولفت إلى أن مشكلة عجز الموازنة هي أنه في الأصل لا توجد موازنة عامة معتمدة وتقفل في نهاية السنة المالية منذ عام 2008. فكيف تعرف أن هناك عجزا إذا كان ذلك العجز موجودا بالطبع في الدولة؟ دولة؟ ووفرة الدخل تغطي العجز أو تساعد في إطفاء جزء منه.
وتابع: “بالطبع زيادة الدخل تساهم بشكل كبير في تحريك عجلة الاقتصاد وإنهاء نقص السيولة، لكن نقص السيولة يعود إلى عدم قدرة البنك المركزي على إدارة السيولة ووضع استراتيجية عملية ومدروسة” ويعمل على خلق التوازن في حركة تداول السيولة.”
وأضاف: “بالطبع الاستفادة من النفط كمورد له فوائد كثيرة، لكن الإدارة الليبية ما زالت تعتمد على بيع النفط الخام أو بعض الصناعات البسيطة ولم تضع برامج عملية وفق خطة ذات أهداف محددة وقابلة للتحقيق للاستفادة من هذا المورد المهم في الصناعات التي تحوله وتفيد الدخل القومي. والاقتصاد الوطني أكثر ربحية مما هو عليه الآن”.

نفقات مشبوهة

من جانبه يؤكد علي المحمودي المختص في الشؤون الاقتصادية أن ارتفاع الأسعار ممتاز وفقا للواقع الاقتصادي، وسيسهم في تقليل نسبة العجز الذي تعاني منه الموازنة المقررة خلال العام 2024. وهو ما يمكن وتصل إلى 12 مليار دينار، ومن الممكن الوصول إلى أكثر من نصف هذه القيمة فقط خلال الربع الأول من العام الجاري.
وتابع المحمودي في تصريحه لـ”البلد” أنه من المفترض أن يزيد الدخل بعد هذه الزيادة، لكن لن يكون هناك تأثير كبير، لكن ربما ستسهم هذه الزيادة في تحسين سداد الدين العام وزيادة الاحتياطيات وفتح آفاق جديدة .
لكنه قال إنه لن يكون هناك أي تحسن ملحوظ في ظل السياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي أو الحكومة من خلال التوسع في الإنفاق، وبالتالي فإن هذه الأموال قد تكون عرضة لتمويل التشكيلات المسلحة التي تسيطر على المشهد الليبي أو البؤر. من الفساد. .
ونوه إلى أن “المؤسسة الوطنية للنفط كان من المفترض أن تزيد إنتاجها اليومي خلال العام الماضي، لكنها لم تتمكن من ذلك رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها عبثا، والتي صرفت على أمور لم يتم الإفصاح عنها بسبب انعدام الشفافية”. “.
شارك هذه المقالة
Exit mobile version