الرئيس الفلسطيني: الفيتو الأمريكي مخيب للآمال وغير مسؤول

ماهر الزياتي
قراءة 4 دقيقة
الرئيس الفلسطيني: الفيتو الأمريكي مخيب للآمال وغير مسؤول

قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن تصويت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي بـ”الفيتو” كان موقفا مخيبا للآمال ومؤسفا ومخزيا وغير مسؤول وغير مبرر.

وذكر في مقابلة مع وكالة الأنباء والإعلام الفلسطينية “وفا” أن استخدام “الفيتو” يمثل اعتداء سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني وتاريخه وأرضه ومقدساته وتحديا للإرادة. من المجتمع الدولي .

وأضاف: بينما يقف العالم على أهبة الاستعداد لتطبيق القانون الدولي والوقوف مع الحق الفلسطيني، فإن أمريكا مستمرة في دعم الاحتلال وما زالت ترفض إلزام إسرائيل بإنهاء حرب الإبادة الجماعية، وحتى تزويدها بالسلاح والأموال التي تقتل بها أطفالنا. ويدمر بيوتنا ويعارضنا في مختلف المحافل الدولية. وهذا لا يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وتابع: لقد انتهكت الولايات المتحدة كافة القوانين الدولية ونكثت كل الوعود التي تتحدث عنها فيما يتعلق بحل الدولتين وتحقيق السلام في المنطقة.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تكتف بوعودها والتزاماتها فحسب، بل سمحت لإسرائيل بإضعاف السلطة الفلسطينية من خلال التزامها الصمت إزاء سرقة أموال الشعب الفلسطيني، رغم ادعائها المتكرر بأنها تريد تعزيز السلطة الذاتية. وتعزيز سلطتها وتعزيز حضورها.

وأوضح أنه تم العمل مع المجموعة العربية والعديد من الدول الأوروبية لتهيئة المناخ الذي يؤدي إلى إنهاء الحرب وخلق رؤية مشتركة تنهي عدم الاستقرار والتوترات، لكن موقف أمريكا لم يكن سوى ازدراء. ورفض كل رؤية وهذا لا يتناسب مع إسرائيل والسياسات الأميركية الخاطئة.

وشدد على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أن منطقة الشرق الأوسط لن تستقر دون حل عادل للقضية الفلسطينية وأن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية تمثل خطوطا حمراء لا ينبغي لأحد أن يتجاوزها عدوانها على الشعب الفلسطيني. خلق واقع لا يسعد به الشعب الفلسطيني. ولن يجلب الأمن والسلام لأحد.

وشدد على أنه يجب على الحكومة الأمريكية أن تعيد النظر في سياساتها الخاطئة، فالقضية الفلسطينية لا يمكن كسرها أو تصفيتها أو إخضاعها، وأن تضحيات الشعب الفلسطيني على مدى المائة عام الماضية، التي قدم خلالها عشرات الآلاف من الشهداء، هي ليس في خطر آلاف الأسرى الأبطال سيمنعون إلغاء الهوية الوطنية ولن يمسوا الثوابت الوطنية.

وأوضح أن الموقف العدائي للحكومة أثار غضبا غير مسبوق لدى الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، الأمر الذي قد يدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار وزيادة الفوضى والإرهاب.

وحذر فخامته من أن حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، إلى جانب الحملة المسعورة ضد الأونروا بهدف تجويع الشعب الفلسطيني، ستدفع المنطقة إلى حافة الهاوية.

وأضاف: نحن مقبلون على مرحلة جديدة وصعبة وأمامنا عدة خيارات لحماية حقوقنا وهويتنا. وستعمل القيادة الفلسطينية على وضع استراتيجية جديدة لحماية الخيار الوطني الفلسطيني المستقل، والتصرف وفق أجندة فلسطينية، وليس وفق رؤية أميركية أو أجندات إقليمية. ولن نبقى رهينة لهذه السياسة المجربة. لقد فشلت وانكشفت أمام العالم أجمع.

وأضاف الرئيس: أن القيادة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة بما يضمن حماية مصالح شعبنا وقضيتنا وحقوقنا.

وأكد فخامته أن تضحيات الشعب الفلسطيني وصبره وصموده على أرضه وإرادته التي لا تنكسر ستهزم أي سياسة احتلال يدعمها قلب أمريكا ولن تسمح بأي تعاملات لا تخدم المصالح الوطنية العليا. وستفشل معظم المؤامرات، وستختفي جميعها أمام الحق والقوة، وسيتجاوز ثقل حضورها التاريخي والديني والثقافي القدس بمقدساتها.

وحذر من أن المنطقة برمتها تعيش حالة من الاضطراب، وأنه لا يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية يتماشى مع المفاهيم الفلسطينية والعربية والدولية.

وحمل الحكومة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في المنطقة.

أشاد الرئيس محمود عباس بمواقف كافة دول العالم الداعمة والمعترفة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى موقف جمهورية بربادوس التي اعترفت بدولة فلسطين، قائلا: “لقد تمردت على الروح الاستعمارية الأمريكية واتخذت موقفا مشرفا بالانحياز للقانون الدولي، وقد أثبت هذا البلد الصغير أنه “أكثر أشرف من الدول الكبرى” التي لا تزال تنكر حقوق الفلسطينيين والقانون الدولي.

شارك هذه المقالة
Exit mobile version