ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

زكي هلال
قراءة 7 دقيقة
ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

وبينما تستعد البحرين لاستضافة قمة مجلس الجامعة العربية في دورتها العادية الثالثة والثلاثين المقرر انعقادها يوم 16 مايو الجاري، تتطلع أعين الشارع العربي لرؤية القرارات التي سيخرج بها اجتماع المجلس العربي. القادة في مواجهة الوضع السياسي المتوتر والخوف من التوسع.. منطقة الصراع في الشرق الأوسط نتيجة لآثار الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والمستمرة بالفعل للشهر السابع على التوالي .

وهذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين اجتماعا من هذا النوع سواء على مستوى قمة عربية عادية أو قمة طارئة. وأعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة رغبة المنامة في استضافة الاجتماع خلال فعاليات قمة جدة في السعودية العام الماضي.

وفي الأشهر الأخيرة، بدأت الجامعة العربية، بالتعاون مع البحرين، بالتحضير للقمة التي تنعقد، بحسب مراقبين، في ظل “ظروف دولية استثنائية”، إذ استقبل العاهل البحريني في يناير/كانون الثاني الماضي الأمين العام لمجلس الأمن الدولي. الدول العربية “لتعزيز الاستعدادات” كما عقدت اجتماعات تنسيقية وتشاورية مكثفة بين الأمانة العامة لمجلس الجامعة العربية والبحرين، تم من خلالها تشكيل لجنة عامة للتحضير للقمة برئاسة نائب الأمين العام للجامعة. أسس سفير الدول العربية حسام زكي.

وفي إطار التحضيرات للقمة، استقبل وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في المنامة، الاثنين، بهدف “استكمال الاستعدادات والترتيبات اللازمة”. «أن البحرين ستستضيف القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، وسيتم تهيئة الظروف لذلك بأف شاهد الصورة ممكنة».

وتكتسب القمة المرتقبة زخماً دولياً، حيث أبرز لقاء بين وزير خارجية البحرين ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة في المملكة المتحدة اللورد طارق أحمد، الاثنين، “أهمية”. وأضاف: «نظرًا للظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة وضرورة اتخاذ قرارات بناءة من شأنها أن تساعد في تعزيز التضامن العربي ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، لا بد من عقد القمة العربية المقبلة». وكالة.

ويرى مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية بالمغرب، عبد الفتاح الفاتحي، أن “انعقاد القمة العربية يأتي في سياق التصعيد والتوتر المستمرين، مما يؤدي إلى حرب إقليمية بسبب الحرب المستمرة”. “في غزة، بالإضافة إلى القتال المستمر في السودان، فضلا عن استمرار الأزمات السياسية في عدة دول، كما هو الحال في ليبيا وسوريا والصومال”.

وأكد الفتحي لـ«الشرق الأوسط» أن «قمة المنامة تنعقد في ظل ظروف تتطلب اتخاذ قرارات سياسية أكثر جرأة استجابة لتطورات الأحداث في قطاع غزة وتأثيرها على الدول العربية» في المستقبل ونوهت إلى أن “الفلسطينيين يتحملون مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه الوضع الكارثي، خاصة أن المشهد يفتقر إلى الرؤية لوقف الحرب وحماية السكان المدنيين من أحجار الرحى للآلة العسكرية الإسرائيلية”.

وتعد القضية الفلسطينية بنداً مهماً على جدول أعمال القمم العربية، وهو ما أكده الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في تصريحات متلفزة مساء الأحد الماضي، ذكر فيها أن “القضية الفلسطينية ستتم معالجتها بشكل شامل”. في الاجتماع العربي بالجامعة، والذي يتم مناقشته من قبل الكثيرين من الدول العربية.

وقال السفير حسام زكي، إن الدورة المقبلة لمجلس جامعة الأمم “ستتناول تأثير استمرار الحرب في غزة، حيث يتلقى المقرر الخاص إحاطة مفصلة عن حالة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة”. الألبانية.”

دكتور. بدوره، قال عبد الحكيم القرالة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة العلوم التطبيقية في الأردن، لـ«الشرق الأوسط»: إن «أجندة القمة العربية المقبلة مثقلة في معظمها بملفات دقيقة وصعبة»، لا سيما الملف المتعلق بالملف. القضية الفلسطينية في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة والتي… “تتطلب موقفا حازما وقويا من القادة العرب”.

وأضاف: “تعقد القمة على خلفية توتر وتصعيد وتشابك وتعقيد الصراع، مع دخول إيران على خط الأزمة، ما يشير إلى توسع الصراع والإضرار بالقضية الفلسطينية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي”. وأشار إلى أن “القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت مؤخرا لبحث الوضع في غزة حققت بعض الانتصارات السياسية في التواصل مع الرأي العام العالمي، لكنها لم تحقق اختراقات كبيرة في حل الصراع”.

وفي القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر، تقرر “تعيين وزراء خارجية المملكة العربية السعودية بصفتها رئيسة القمة العربية والإسلامية، وكذلك الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا”. ونيجيريا وفلسطين وكذلك الأمينان العامان للجامعة العربية ومنظمة التعاون الدولي. وبادر البنك الإسلامي بالتحرك الفوري نيابة عن كافة الدول الأعضاء لصياغة خطوة دولية لإنهاء الحرب على غزة، والحث على إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعترف بها.

وقال القرالة إن التحديات الحالية “تتطلب تنسيقا عاليا بين القادة العرب لبلورة موقف موحد يهدف إلى وقف الحرب الإسرائيلية من خلال التعامل مع الجهات الدولية والقوى المؤثرة، وخاصة شبكة الولايات المتحدة”.

وشدد على “ضرورة مأسسة العمل العربي المشترك وخوض نضال سياسي ودبلوماسي وقانوني في أروقة الأمم المتحدة والاستفادة القصوى من العلاقات العربية الاستراتيجية وموقعها لدى القوى المؤثرة وعواصم القرار” حول انفراج حقيقي يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وفتح أفق سياسي لإحياء عملية السلام”.

وشدد على أن “القضية الفلسطينية ستبقى القضية الأهم على جدول الأعمال”، ودعا إلى “البحث خارج الصندوق عن أفكار للتأثير على الولايات المتحدة، باعتبارها تمثل غطاء شرعيا وقانونيا لإسرائيل”، لافتا أيضا وشدد على أنه “يجب تضافر الجهود العربية لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يعاني من وضع كارثي”.

ويعد التدخل الإيراني في المنطقة “أحد المواضيع المهمة والمتكررة على جدول أعمال القمة العربية، والذي يأخذ هذه المرة بعدا إضافيا نظرا للتوترات في البحر الأحمر وتأثيرها الاقتصادي من هجمات جماعة (الحوثيين) على السفن”. وقال القرالة: “تمر عبر أحد أهم ممرات التجارة العالمية”، في إشارة إلى “ملفات أخرى على الأجندة الاقتصادية والأمنية تتعلق بدعم العمل العربي المشترك على كافة الأصعدة”.

وقال أبو الغيط إن القمة ستركز أيضا على “الأزمة الإثيوبية الصومالية”، مؤكدا أن “القانون الدولي والمصالح الدولية ترفض النهج الإثيوبي المتمثل في فرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي”.

شارك هذه المقالة
Exit mobile version