قال الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور عماد عكوش، إن الهجمات الإسرائيلية على حدود لبنان الجنوبية خلفت تداعيات اقتصادية كبيرة، ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة أيضا، بما في ذلك إسرائيل.
وأضاف في تصريحات لـ”بوابة البلد”: “من وجهة نظر لبنان، بدأت هذه الأحداث في تآكل النمو المتوقع لعامي 2024 و2024، إذ يتفق الاقتصاديون ومراكز الفكر على أن معدل النمو لعام 2024 وما قبله كان من الممكن أن يصل إلى حدود 2%، خاصة في قطاع السياحة الذي سجل نموا جيدا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2024، لكن بعد “فيضان الأقصى” انخفض هذا النمو إلى نحو 1%.
وتابع: “إلى جانب هذا التراجع في أداء الاقتصاد، هناك الخسائر المادية التي حدثت نتيجة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على البنية التحتية والقطاعات الزراعية والصناعية والسياحية، حيث بلغت الأراضي الزراعية المتضررة نحو 800 هكتار، إضافة إلى البنية التحتية التي تعرضت لأضرار جسيمة بطول حوالي 100 كيلومتر “وبعرض أكثر من 10 كيلومترات، مع ما يقرب من سبعين ألف نازح هجروا قراهم ووظائفهم”.
ولفت عكوش إلى تقرير الإسكوا (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا) للعام 2024، والذي يرى فيه أنه لولا الحرب لكان اقتصاد لبنان قد سجل نموا بنسبة 1.3%، لكن مع تداعيات الحرب . ويتوقع انكماشاً اقتصادياً بنسبة 0.9%، أي أن الفرص الضائعة على الاقتصاد اللبناني تعادل 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2024، كما يتوقع البنك الدولي أن يسجل العام 2024 نمواً بنسبة 0.9 %. 0.5% إذا توقفت المواجهة الأمنية في النصف الثاني من العام الحالي.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن الخسائر بما فيها الفرص الضائعة خلال عامي 2024 و2024 تجاوزت في النهاية 5 مليارات دولار، وأكد أن هذا الرقم مرشح للارتفاع إذا استمرت المواجهة لفترة أطول.
وفي تصريحات سابقة، قال وزير الاقتصاد والتجارة في الحكومة اللبنانية المؤقتة أمين سلام، إن خسائر بلاده الاقتصادية جراء الحرب في غزة وجنوب لبنان بلغت 10 مليارات دولار.
وأوضح سلام أن “الحرب الدائرة حاليا في فلسطين وجنوب لبنان لها تأثير سلبي كبير على الاقتصاد اللبناني، خاصة في القطاعات الأساسية كالسياحة والزراعة”.
ويتبادل حزب الله الضربات الجوية والصاروخية مع إسرائيل منذ أكتوبر 2024، وتدهور الوضع في المنطقة بشكل كبير بعد إعلان إسرائيل عن عملية عسكرية ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية إن “نحو 100 ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم في جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي”، في حين قالت إسرائيل أيضا إن “نحو 80 ألف شخص من سكان شمال إسرائيل” وجدوا أنفسهم في وضع مماثل.