قامت وكالة التصنيف الائتماني “فيتش” بمراجعة نظرتها المستقبلية لمصر، بناءً على الإنجازات الإيجابية الملحوظة في الاقتصاد، والتي انعكست في جذب استثمارات أجنبية كبيرة، فضلاً عن تنامي مشاركة القطاع الخاص في التنمية رغم العديد من التحديات الدولية.
ورفعت وكالة التصنيف في تقريرها الأخير نظرتها المستقبلية لمصر من “مستقر” إلى “إيجابي”، آخذة في الاعتبار العناصر المحفزة المتمثلة في بنية تحتية قوية وفرص اقتصادية متميزة في قطاعات واعدة وذات أولوية وتنافسية عالميا.
ويعكس نجاح صفقة رأس الحكمة الإماراتية البالغة قيمتها 35 مليار دولار لتطوير مشروع رأس الحكمة على ساحل البحر الأبيض المتوسط قدرة الاقتصاد المصري على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية.
وقالت وكالة التصنيف الشهيرة في تقريرها إن مراجعة التوقعات تعكس عددا من العوامل، بما في ذلك الانتقال إلى سعر صرف مرن، الأمر الذي فتح أيضا الباب أمام تمويل إضافي للمؤسسات المالية الدولية وعودة التدفقات الكبيرة من غير المقيمين إلى سوق الدين المحلي.
وأضافت أن هذه العوامل تشمل رأس المال الأجنبي الإضافي. وفي المراجعة الأولى في مارس/آذار، زاد صندوق النقد الدولي تمويل المرفق الموسع بمقدار 5 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، كما وافق الاتحاد الأوروبي على حزمة دعم لمدة ثلاث سنوات بقيمة 7.4 مليار يورو.
ووفقا لوكالة فيتش، تشمل هذه العوامل أيضا تعزيز احتياطيات النقد الأجنبي، حيث تتوقع الوكالة أن يرتفع إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي بمقدار 16.2 مليار دولار إلى 49.7 مليار دولار في السنة المالية 2024. وأظهر ذلك انهيار التباين المرتفع للغاية مع سعر السوق الموازية و انتعاش سوق الصرف الأجنبي بين البنوك، مع زيادة حجم التداول اليومي بأكثر من عشرة أضعاف منذ فبراير.
ارتفع صافي الاحتياطيات الخارجية للبنك المركزي المصري بنحو 5 مليارات دولار إلى 40361.3 مليار دولار بنهاية مارس/آذار من العام الماضي، مقابل 35.3 مليار دولار في نهاية فبراير/شباط الماضي.
تعقيبا على التطور الاقتصادي الإيجابي الذي تشهده مصر، أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، في تصريحات لها قبل أيام، أن الصندوق يدعم مصر في إجراءاتها لإصلاح هيكل الاقتصاد المصري، وأثنت على الإجراءات المتخذة والتي لها أثر إيجابي على الاقتصاد المصري.
وتركز مصر حاليا على تحسين بيئة الأعمال، وتعزيز دور القطاع الخاص، وزيادة كفاءة ومرونة سوق العمل، وتنمية رأس المال البشري، وزيادة الوزن النسبي لقطاعات الزراعة والصناعة والاتصالات.
وفقًا للبيانات الحالية الصادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، تستهدف مصر نموًا اقتصاديًا حقيقيًا بنسبة 4.2% في 2024/25، ومن المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية إلى 17.3% بنهاية 2024/2025. ومن المتوقع أن تصل خطة 25 إلى 13.9 تريليون جنيه مصري.
وارتفع حجم إجمالي الاستثمارات المستهدفة إلى أكثر من 2 تريليون جنيه مصري لأول مرة في 2024/25 حيث يقدر بحوالي 2.25 تريليون جنيه مصري، مقارنة بحوالي 1.65 تريليون جنيه مصري من الاستثمارات المتوقعة لعام 2023/2024 واستثمار فعلي قدره جنيه مصري 1.3 تريليون لعام 2023/22.
كما ارتفع معدل الاستثمار من 11.9% عام 2024/23 إلى 13%، وفي العام الأخير للتخطيط متوسط المدى 2026/25 من المتوقع أن يعود معدل الاستثمار إلى مستواه السابق (17%) بسبب التوقعات ازدهار الاستثمار الخاص (في الداخل أو في الخارج).
كما تخطط مصر من خلال الخطط والقوانين لزيادة حصة القطاع الخاص في إجمالي الاستثمار في الأصول الثابتة من 37% عام 2024/23 إلى نحو 48% عام 2025/24، وذلك تماشيا مع سياسة الدولة لتحفيز الاقتصاد الخاص. مشاركة القطاع وتمهيد الطريق لمزيد من مشاركة القطاع الخاص المحلي والأجنبي.
وبحسب وزارة التخطيط، تهدف الحكومة إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص إلى 65% بحلول عام 2030.
ومن الإجراءات المهمة التي تنفذها مصر حاليًا السعي لتحقيق إجمالي قيمة صادرات سنوية تبلغ 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، مما يعكس تصميم الحكومة على تنويع وتوسيع قاعدة صادراتها، وتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وقالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي في مصر، إيفانا فلادكوفا هولار، في إبريل الماضي: “مع استمرار مصر في برنامجها الإصلاحي، فإن ذلك سيجلب المزيد من الاستثمارات والعملات الأجنبية إلى البلاد، مما سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد وخلق فرص عمل”. المزيد من الوظائف.” افتح الفرص وحقق المزيد من النمو.”
وفي مارس من العام الماضي، عدلت وكالة ستاندرد آند بورز نظرتها المستقبلية للاقتصاد المصري إلى إيجابية، وسبق أن أعلنت وكالة موديز أنها غيرت نظرتها المستقبلية لتصنيف مصر إلى إيجابية.