أثارت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى السعودية تساؤلات مهمة حول توقيت واشنطن ورغبتها في استكمال مفاوضات التطبيع بين الرياض وتل أبيب، والحد من اتساع نطاق الصراع في المنطقة.
وبحسب تصريحات مسؤول أميركي، قام مستشار الأمن القومي بتحليل الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إدارة جو بايدن للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك جهود ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، بحسب وسائل إعلام أميركية.
وفي هذا السياق، صرح وجدي القليتي، المحلل السياسي السعودي، أن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي للسعودية، تأتي في إطار الأحداث التي تشهدها المنطقة وتأثيرها على عملية السلام، بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف، في حديثه مع “البلد”، أن السعودية أوقفت كافة عمليات التواصل في المفاوضات التي كانت تجري من أجل التطبيع، الأمر الذي أثر بشكل كبير على الإدارة الأمريكية التي كانت تسعى للاستثمار في التطبيع السعودي في الانتخابات المقبلة.
وأشار إلى أن الزيارة تهدف إلى تقديم تطمينات للسعودية بشأن الاستقرار والهدوء في المنطقة، وهو ما قد يكون له انعكاسات على الملف اليمني.
وأشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي قد يقدم بعض الوعود الأمريكية للسعودية فيما يتعلق بالملف اليمني، ومن المتوقع أن يوقع الاتفاق “اليمني اليمني” بشأن اتفاق السلام.
ويرى القليتي أن واشنطن تحاول الحد من انتشار الصراع في المنطقة، نظرا للتداعيات المترتبة عليه.
وأشار إلى أن اللجنة الوزارية العربية الإسلامية مارست ضغوطا على الموقف الدولي بشأن أزمة غزة، وهو ما ظهر جليا في تصويت مجلس الأمن الأخير.
ويعتبر أن زيارة المسؤول الأمريكي تأتي بعد زيارة الرئيس الروسي، وهو ما يعكس اهتمام واشنطن بالحفاظ على العلاقات مع السعودية ومحاولة استكمال عملية التطبيع بين الرياض وتل أبيب، في ظل الشروط السعودية، والتي يمكن الاستفادة منها في شروط وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤول قوله إن سوليفان، الذي سيزور إسرائيل يومي الخميس والجمعة، بحث مع السعوديين “زيادة الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة ومنع توسع الصراع بين إسرائيل وحماس”.
وكان سوليفان أعلن في وقت سابق أنه سيناقش جدولا زمنيا للحرب في غزة في محادثاته المقبلة مع المسؤولين الإسرائيليين.
وقال سوليفان إنه سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الجدول الزمني للحرب في غزة في المحادثات المقبلة، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل للحد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين في غزة.
أصدر البيت الأبيض، في بيان له، الخميس، تفاصيل الاجتماع الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي لإدارة بايدن جيك سوليفان في العاصمة السعودية الرياض.
وبحسب البيان: “التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع رئيس الوزراء وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض اليوم. وناقش اللقاءان مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك الجهود المبذولة لخلق ظروف جديدة تسمح بسلام دائم”. والسلام المستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأضاف البيان: “ناقش المجتمعان أيضًا الاستجابة الإنسانية في غزة، بما في ذلك الجهود المبذولة لزيادة تدفق المساعدات الحيوية. كما ناقش المتحدثان أيضًا قضايا التعاون الثنائي المهم في مجالات الأمن والتجارة واستكشاف الفضاء والتكنولوجيات المتقدمة”. بما في ذلك شبكات الوصول الراديوي المفتوحة.