الخبير النووي المصري د. وقال علي عبد النبي في حوار مع البلد، إن هناك تطورات جوهرية في مفاعلات الضبعة النووية مع بدء تركيب شرائح الصف الأول للاحتواء الداخلي.
وأشار الخبير إلى أن شركة الطاقة النووية الروسية روساتوم هي الشركة الوحيدة في العالم التي تمتلك الموارد والكفاءات اللازمة لتنفيذ تكنولوجيا محطات الطاقة النووية وفقا للعقد وفي المواعيد المحددة. ولهذا السبب نلاحظ أن جميع مشاريع روساتوم خارج روسيا، بما في ذلك مشروع الضبعة النووي في مصر، تعمل كالساعة النووية.
وأكد أن بناء وتشغيل مختلف أنواع المفاعلات النووية VVER يوفر جدوى فنية عالية لاستخدام مصادر الوقود النووي لتوليد طاقة كهربائية نظيفة وآمنة وذات موثوقية عالية وكفاءة وبأسعار تنافسية لكل كيلوواط ساعة. كما أنها ضمنت دخول تكنولوجيا VVER إلى السوق الدولية والمنافسة مع تكنولوجيات المفاعلات النووية في البلدان الأخرى. الغرب.
وأضاف: لذلك نشير إلى أن روساتوم تعتبر الشركة الوحيدة التي تسيطر على سوق محطات الطاقة النووية العالمية وتحتل المرتبة الأولى في العالم في عدد مشاريع محطات الطاقة النووية المنفذة. ستقوم الشركة بإنجاز 33 محطة للطاقة النووية خلال عشر سنوات، والدول في مراحل مختلفة من التنفيذ في نفس الوقت، ويتم بناء ثلاث محطات للطاقة في روسيا، مما يعني أنه سيتم بناء 36 مفاعلاً نووياً هناك في نفس الوقت، من أصل ويتم بناء ما مجموعه 56 محطة للطاقة النووية في بلدان حول العالم.
وأشار إلى أن المفاعلات الأربعة بمحطة الضبعة للطاقة النووية، وهي من الجيل الثالث المطور من نوع VVER-1200، تتمتع بأعلى معايير الأمان النووي. لديهم أنظمة أمنية متقدمة للغاية، بما في ذلك وعاء احتواء مزدوج الجدار، وبين جدارين مساحة للتهوية، مع مصيدة لقلب المفاعل للإمساك به. المواد المنصهرة في قلب المفاعل في حالة وقوع حادث يتضمن فقدان مياه التبريد للدائرة الأولى، مما يضمن منع انطلاق المواد المشعة إلى البيئة في حالة الطوارئ. ولذلك، فإن الحاوية المزدوجة تقضي تمامًا على تأثير الإطلاق العرضي للمنتجات المشعة على البيئة.
وأضاف: يمكننا القول أن الحاوية الأمنية ذات الجدار المزدوج هي حاوية أمنية داخلية وحاوية أمنية خارجية. حاوية الأمان الخارجية مصنوعة من الخرسانة المسلحة وتعمل بمثابة حماية مادية لحاوية الأمان الداخلية من جميع التأثيرات الخارجية الشديدة. يتكون وعاء الاحتواء الداخلي من بطانة فولاذية وخرسانة خاصة ويمثل نظام أمان داخلي لمحطة الطاقة النووية، ولذلك يعتبر وعاء الاحتواء الداخلي أحد المكونات المهمة لأنظمة الأمان في المفاعل النووي. إنه يضمن استقرار غرفة مفاعل محطة الطاقة النووية. بالإضافة إلى ذلك، فهو بمثابة دعم لمرور خطوط الأنابيب ودعم الرافعة الصاري. والتي من خلالها تتم أعمال الصيانة على المفاعل خلال المرحلة التشغيلية لمحطة الطاقة النووية.
وتابع: “مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يجري تنفيذه بكل قوة ونشاط، ويجري العمل في مواعيده قبل الجدول الزمني للمشروع. تمت عملية صب الخرسانة الأولى للكتلة الأولى من محطة الطاقة النووية يوم الأربعاء 20 يوليو 2024، وتم تركيب مصيدة قلب المفاعل يوم الجمعة 6 أكتوبر 2024. وهو يقع فوق لوحة الأساس وأسفل وعاء ضغط المفاعل.
وأضاف: “استمراراً لمسيرة الإنجازات في تنفيذ مشروع الضبعة النووي، تم تنفيذ تركيب الصف الأول (الطبقة الأولى) من قطاعات الاحتواء الداخلي لمشروع الضبعة النووي يوم الجمعة قبل الموافق 8 مارس، 2024. تم تشغيل أول كتلة نووية. يتكون الصف الأول من قطاعات الاحتواء الداخلي من 12 قطعة. ويتراوح وزن الأقراص بين 60 و80 طناً، وتم تركيب ثلاثة أقراص سعة كل منها 12 قرصاً، ومن المخطط أن يتم تركيب الصف الأول من حاوية الاحتواء الداخلي على أربع مراحل، بحيث تتكون كل مرحلة من ثلاثة أقسام.
وأكد أنه بعد الانتهاء من تركيب الطبقة الأولى من قطاعات الاحتواء الداخلي، سيتم تركيب الطبقة الثانية (الصف الثاني) ذات الشكل الأسطواني للاحتواء الداخلي، وهي إحدى أكبر المكونات الهيكلية لمبنى المفاعل. ومع وصول وعاء ضغط المفاعل من روسيا، يتم إنزاله من أعلى وعاء الاحتواء الداخلي باستخدام ونش قوي ووضعه في المكان المخصص، ويتم رفع باقي مكونات الدائرة الأولية (مثل مولدات البخار والضاغط) يتم إنزالها من الأعلى باستخدام هذا الونش ووضعها في مكانها. ثم يتم تركيب الطبقة الثالثة من وعاء الاحتواء الداخلي باستخدام واحدة من أقوى الرافعات المجنزرة. وبعد تركيب جميع طبقات وعاء الاحتواء الداخلي يتم تركيب قبة نصف كروية تغلق هيكل أسطواني لوعاء الاحتواء الداخلي من الأعلى.
وختم قائلا: “نعلم جميعا أن مشروع الضبعة النووي يتكون من أربع وحدات نووية روسية الصنع من الجيل الثالث المطور VVER-1200، وأنه تم توقيع عقد المشروع يوم الاثنين 11 ديسمبر 2017، ويتضمن العقد توريد الوقود النووي لتشغيل وحدات محطة الضبعة للطاقة النووية لمدة 60 عاما، وأن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية تم تمويله بقرض الحكومة الروسية بقيمة 25 مليار دولار يغطي 85% من قيمة المشروع.
ر.ت
القاهرة – رطب حاتم