وجدد مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي يضم كافة الأطراف المعنية لمناقشة كافة القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وإيجاد حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات ذات الصلة. قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
وأشار جاسم البديوي، الأمين العام للمجلس، خلال المنتدى الخليجي الأوروبي الرفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي (الاثنين)، في لوكسمبورغ، إلى الظروف والعواقب الخطيرة للغاية التي أثرت على الاستقرار الإقليمي والدولي، بما في ذلك “الوضع الراهن”. إن استمرار عملياتها العسكرية اللاإنسانية في غزة وانتهاك كافة القوانين والأعراف والقيم الدولية والإنسانية، فضلا عن قيامها بعمليات عسكرية في بعض جيرانها العرب، ينتهك سيادة هذه الدول ويؤدي إلى التصعيد. ويحدث هذا باستمرار في منطقة البحر الأحمر وينتهي بعمليات عسكرية متبادلة بين إسرائيل وإيران. وفي هذا السياق، فإن كافة الأطراف مدعوة إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنيب المنطقة وشعوبها المخاطر. الحرب في ظل التصعيد العسكري الأخير الذي شهدته.
وشدد البديوي على الرفض القاطع لأية مبررات وذرائع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجدد المجلس إدانته لاستمرار دول الخليج في احتلالها الإسرائيلي للمنشآت والبنى التحتية المدنية في القطاع الفلسطيني. ويؤكد في الوقت نفسه دعم المجلس لصمود الشعب الفلسطيني على أراضيه، ويرفض الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير أو تهجير سكان قطاع غزة.
وشدد على أهمية احترام القانون الدولي والقانون الإنساني، وأدان العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعا في الوقت نفسه إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، فضلا عن ضمان وصول جميع المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. قطاع غزة يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف جدي، وفق القانون الدولي، للرد على ممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها بحق سكان قطاع غزة العزل، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وفي الشأن اليمني، أشار البديوي إلى قرار مجلس الأمن رقم 2722، الذي يدعو جماعة الحوثي إلى وقف الهجمات على السفن المارة في البحر الأحمر، مشيراً إلى أهميته، لدعم جهود بناء قدرات خفر السواحل اليمني. ونوه بالدور المهم للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأعرب عن رغبته في دعم جهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والأمم المتحدة للتوسط بين الأطراف اليمنية لإتمام عملية السلام بنجاح وفق الأهداف الثلاثة المتفق عليها. .
من جهة أخرى، أكد البديوي أن الوضع في سوريا ولبنان يبقى محور الاهتمام الشديد لمجلس التعاون، مضيفاً: “فيما يتعلق بسوريا، فإن مجلس التعاون يدعو إلى حل سياسي شامل يضمن الأمن والأمان للجميع”. المكونات السورية وتحترم سيادة الجمهورية العربية ووحدة أراضيها وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254″، الذي ينص على أن موقف مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بلبنان هو ثابت لدعم الاستقرار والسلام الداخلي من خلال دعوة كافة الأطراف السياسية إلى العمل. معا للتغلب على الانقسامات الطائفية والسياسية والتركيز على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية. وقال: “ندعم بقوة الجهود الرامية إلى تعزيز الحكومة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية، بما يسهم في تحقيق آمال الشعب اللبناني في حياة كريمة ومستقبل أفضل”.
واعتبر البديوي أن انعقاد المنتدى يعد دليلا على رؤية المجلس واهتمامه بتعزيز العلاقات مع الدول والمنظمات الإقليمية والعالمية، فضلا عن المصداقية والمكانة العالية التي يتمتع بها، وأنه يرفع الشراكة الاستراتيجية إلى مستوى أعلى. على مستوى أعلى، ومناقشة قضايا الأمن الإقليمي على هذا المستوى الرفيع، والإشادة بالعلاقات الممتازة بين الجانبين، ونتائج الحوار الأمني الإقليمي الأول بين منطقة الخليج وأوروبا، الذي انعقد في يناير الماضي.
بدوره، اعتبر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، المنتدى فرصة لتوسيع العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وتكثيف العمل الدبلوماسي لتحقيق الأهداف المشتركة، كما أكد أن العلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وقد تحسنت المنطقتان بشكل ملحوظ على مر السنين، لا سيما في مجالي الأمن والطاقة، مما يسلط الضوء على التحديات التي تتطلب التعاون المشترك بينهما.
وقال آل ثاني إن بلاده عملت بلا كلل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ومنع انتشار المواجهات إلى جبهات حرب أخرى في المنطقة، واستئناف عملية السلام، ولكن “للأسف دون جدوى”. وتابع: “الوسائل الدبلوماسية وحدها هي القادرة على حل الخلافات وإنهاء الصراعات”، معربا عن أمله في التوصل إلى سلام دائم يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد رئيس الوزراء القطري على أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي ودول المجلس تسريع العمل المشترك من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية.
من جانبه، قال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية: إن المستوى العالي من المشاركة من الجانبين دليل على الأهمية التي نوليها لعلاقاتنا ويعكس رغبتنا المشتركة في تعزيز حوارنا. وأضاف: “نحن نتشارك الكثير من المصالح ولدينا وجهات نظر متشابهة بشأن العديد من القضايا”.
واتفق بوريل مع ضيوفه في لعبة الجولف، قائلاً: “يجب علينا جميعًا أن نركز على مضاعفة جهودنا لتهدئة الوضع المتوتر للغاية، باستخدام القنوات التي لدينا مع الجهات الفاعلة في المنطقة”، وقال بوريل في مذكرة خاصة: “لقد أداننا الرد الإيراني الانتقامي”. الهجوم على إسرائيل والهجوم على المنشأة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، وهذه الأحداث يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، كما فعلتم”. والاتحاد الأوروبي يسمي بالإجماع “الاحتياطي”.
وناقش المنتدى تعزيز التعاون الأمني والاستراتيجي بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي وتكثيف العمل الدبلوماسي المشترك لتحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة. كما تناولت التطورات في غزة ومحيطها، فضلا عن أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني واستئناف عملية السلام لتنفيذ حل الدولتين وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. .
وعلى هامش المنتدى، ناقش وزراء خارجية دول الخليج ونظرائهم في دول البنلوكس (الدنمارك، بلجيكا، هولندا) تطورات الأوضاع والتصعيد الأخير في المنطقة وتبادلوا وجهات النظر بشأنها “بشكل شفاف”. وبطريقة مباشرة”، قال البدوي.
قرر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، منح مواطني دول الخليج تأشيرة دخول متعددة، تتيح لهم الحصول على تأشيرات شنغن لمدة خمس سنوات عند أول طلب لهم.