بيانات جديدة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر تفتح نقاشًا جديدًا حول حالات الطلاق في البلاد خلال عام 2022، وهو موضوع يثير الكثير من التساؤلات في مصر وبعض الدول العربية الأخرى. بعد زيادة هائلة في حالات الطلاق بلغت 14.7٪ مقارنة بالعام السابق، تسجل الأرقام ارتفاعًا إلى 254 ألفًا و777 حالة طلاق، مما يعني وقوع حالة طلاق كل دقيقتين و28 حالة طلاق كل ساعة في مصر.
ومع ذلك، يبدو أن الأسباب والمسببات لحالات الطلاق تختلف من دولة إلى أخرى. في مصر، يرى المختصون أن الأسباب الرئيسية تتمثل في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الناس، مع تأثير وباء كورونا بشكل خاص على الوضع الاقتصادي. هذه الضغوط الاقتصادية تؤثر بشكل مباشر على العلاقات الزوجية ويؤدي ذلك إلى زيادة حالات الطلاق.
وعلى مستوى الدول العربية، يشير التقرير إلى زيادة مماثلة في حالات الطلاق، مما يثير تساؤلات حول استقرار الأسرة والمجتمعات في المنطقة. يشير التقرير أيضًا إلى أن العنف الأسري وغياب التكافؤ في العلاقات الزوجية قد تكون من بين الأسباب الرئيسية لحالات الطلاق في الدول الخليجية.
ومع ذلك، يظل من المهم أن نلقي الضوء على التحديات التي تواجه المرأة المطلقة في المجتمعات العربية، حيث تتعرض غالبًا للوصم الاجتماعي والأخلاقي. ومع ذلك، يبدو أن هذه النظرة تختلف في بعض المجتمعات مثل الموريتانية، حيث تزداد قيمة المرأة اجتماعيًا كلما طلقت، وهو ما يعكس تفضيلات وثقافة محددة تختلف من دولة إلى أخرى.
في النهاية، فإن فهم أسباب الطلاق وتأثيراته يعتبر أمرًا مهمًا لتطوير استراتيجيات فعالة لدعم الأسر وتعزيز استقرار المجتمعات داخل الوطن العربي.